في الوقت الذي يتوقع فيه أن تضيف شركة «رؤى الحرم»، التي أعلن صندوق الاستثمارات عن بدء تأسيسها أن تضيف 70 ألف غرفة فندقية للقطاع الفندقي بمكةالمكرمة يأمل القطاع العقاري والفندقي في العاصمة المقدسة زيادة أعداد الغرف الفندقية بنسبة لاتقل عن 20% خلال السنوات العشر المقبلة لمواجهة الارتفاع المتوقع في أعداد الحجاج والمعتمرين. وتوقعت دراسات أجرتها شركة الخبير المالية، أن تشهد مكةالمكرمة استثمارات فندقية وبنى تحتية ذات علاقة بالشأن الفندقي والإسكاني تتجاوز 100 مليار ريال خلال السنوات العشر المقبلة. مشروعات كبرى وقال أحمد سعود غوث، الرئيس التنفيذي لشركة الخبير المالية: إن سوق الضيافة في مكةالمكرمة ستكون سوقًا خصبة للفرص الاستثمارية في هذا المجال، مشيرًا إلى أن تضمين قطاع خدمات الحج والعمرة كركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030، والمشروعات الضخمة المرتقبة في قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والنقل والمواصلات، سوف تؤدي إلى تحوّل شامل في مكةالمكرمة على مدى السنوات العشر القادمة. وأضاف: «بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاستيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار والحجيج والمعتمرين القادمين إلى المملكة، فمن المنتظر أن تؤدي هذه المشروعات إلى توسعة الطاقة الاستيعابية لمكةالمكرمة وتحسين الجودة النوعية، وتأمين راحة ضيوف الرحمن، إلى جانب إيجاد فرص استثمارية مجدية». 100 مليار ريال وتشير الدراسات إلى أن المشروعات المعلن عن تنفيذها في مكةالمكرمة من المتوقع أن يصل حجم استثماراتها إلى ما يفوق 100 مليار ريال سعودي لضمان اكتمالها في الأوقات المحددة لها، والتي من المفترض أن تنتهي على مراحل حتى العام 2030، لافتة إلى وجود تطور متسارع وجاد في التعامل مع المشروعات المطلوبة وتعاون مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص، سيؤدي إلى نجاح رؤية المملكة . مبادرات البنية التحتية وتوضح الدراسات أن مبادرات البنية التحتية التي ستشجع هذا الاستثمار إلى الازدياد خلال السنوات القليلة المقبلة، مثل مشروع توسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، الذي يستهدف استيعاب أكثر من 30 مليون مسافرٍ بنهاية المرحلة الأولى المتوقع الانتهاء منها في 2018، ومشروع قطار الحرمين والمتوقع تشغيله في العام 2018. أحياء إستراتيجية وأكدت أن الفرص الاستثمارية في قطاع الضيافة في مكةالمكرمة لن تتوقف على الأحياء المجاورة للمسجد الحرام بل أن هناك أحياء ستكون مستفيدة من هذه التنمية والتطور الذي تشهده مشروعات البنية التحتية فهناك أربعة أحياء سوف تستقطب اهتمامًا خاصًا من المستثمرين، وهي السليمانية، والجميزة، والعزيزية، والرصيفة، حيث ينفرد كل منها بمميزات مختلفة لاجتذاب الاستثمارات. سوق واعدة وفي جانب آخر، أشارت الدراسة التحليلية للسوق إلى مراكز تجارة التجزئة كشريحة استثمارية واعدة غير مستغلة في مكةالمكرمة، حيث أن هناك قلة في عدد مجمعات التسوق، وبالتالي فإن سوق تجارة التجزئة التي تعتمد بشكل رئيسي على إنفاق الزوار القادمين لأداء شعيرتي الحج أو العمرة، لا تتواكب مع التغيرات، مما يساعد مشروعات تطوير مجمعات تجارة التجزئة الجديدة في مكةالمكرمة على تهييئ مساحات إضافية لإنعاش هذا القطاع الذي شهد زيادة سنوية في إنفاق الزوار القادمين من خارج المملكة بنسبة قدرها 8% على مدى السنوات العشر الماضية. وأشارت الدراسات إلى أنه يمكن تعظيم إمكانيات قطاع الضيافة في مكةالمكرمة، وذلك باتخاذ عدد من التدابير التي تتناول الطبيعة الموسمية للعاصمة المقدسة. مشروعات حيوية وللوصول إلى تحقيق هدف رؤية المملكة 2030 الرامي لجذب 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا لزيارة مكةالمكرمة، فإن الدراسات ترى أنه لابد لها في هذا الجانب من التنسيق الوثيق مع القطاع الخاص لتوفير السكن والنقل والمواصلات والخدمات لعدد الزائرين المتنامي، وأضافت: «على الرغم من التقلبات السائدة في الأسواق، إلا أن مكةالمكرمة أصبحت ملاذًا آمنًا للاستثمارات، وذلك بفضل المكانة الروحية لمكة في قلوب المسلمين. الضيافة سوق ناشئ وأشارت الدراسات إلى أنه على الرغم من أن المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام تعتبر من أكثر المناطق كثافة من حيث المباني الفندقية وترتكز فيها معظم الشركات الاستثمارية الكبرى في المجال الفندقي والسكني مثل شركة مكة للإنشاء والتعمير وشركة جبل عمر ومجموعة من الشركات الفندقيةالخاصة الكبرى إلا أن سوق الضيافة فيها لا يزال ناشئًا. 10 آلاف غرفة ومع تسارع الأعمال الإنشائية والتنفيذية في مشروع مباني جبل عمرالذي يحتوي عند اكتماله على أكثر من 10 آلاف غرفة فندقية، فإن المعلومات التي نشرت مؤخرًا عن احتمال اندماج شركتي جبل عمر وأم القرى للتنمية، فقد يتوقع أن ينتج عن ذلك زيادة كبيرة في أعداد الغرف الفندقية التي ستحدث عند إنشاء العشرات من المباني الفندقية على مسار طريق الملك عبدالعزيز «الموازي» الذي تقوم بتنفيذه شركة أم القرى. توصيات وقد أوصت الدراسات بتنفيذ عدد من برامج تنمية الموارد البشرية، وتبسيط إجراءات إصدار التأشيرات بما يخفف الأعباء المُلقاة على عاتق الزائرين من الخارج، وبذلك سوف تضمن هذه الإجراءات توزيع الزوار القادمين إلى مكةالمكرمة بشكل متوازن على مدار السنة، بالإضافة إلى توفير بيئة ملائمة لاستيعاب نمو حجم الطلب في المستقبل. وأجرت الدراسات تقييمًا للمبادرات التي يمكن تنفيذها لتأمين راحة الحجاج والمعتمرين، لافتة إلى ضرورة الاهتمام بتطوير متاحف العلوم والتاريخ الإسلامي، والتي ستؤدي جميعها دورًا مهمًا وأساسيًا لتصبح مكةالمكرمة وجهة سياحية للأُسر المسلمة على مدار السنة.