أصدرت شركة الخبير المالية، المتخصصة في الاستثمارات البديلة والخدمات الاستثمارية، تقريرها الأول عن سوق الضيافة في مكةالمكرمة الذي يتناول الفرص والإمكانات الاستثمارية في قطاع الضيافة في العاصمة المقدسة. كما يشمل التقرير دراسة تحليلية لأداء السوق والأوضاع السائدة فيه، بجانب المؤشرات الرئيسة والاتجاهات المتوقعة للسنوات المقبلة. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة الخبير المالية أحمد سعود غوث «أن تضمين قطاع السياحة الدينية كركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030، والمشاريع الضخمة المرتقبة في قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والنقل والمواصلات، سيؤدي إلى تحوّل شامل في مكةالمكرمة على مدى السنوات العشر المقبلة. وبالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاستيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار والحجيج والمعتمرين القادمين إلى المملكة، فمن المنتظر أن تؤدي هذه المشاريع إلى توسعة الطاقة الاستيعابية لمكةالمكرمة وتحسين الجودة النوعية، وتأمين راحة ضيوف الرحمن، إلى جانب إيجاد فرص استثمارية مجدية». مكةالمكرمة.. وجهة استثمارية ووصولاً إلى تحقيق الحكومة السعودية هدفها الرامي إلى اجتذاب 30 مليون معتمر سنوياً لزيارة مكةالمكرمة بحلول العام 2030، فلا بد لها في هذا الجانب من التنسيق الوثيق مع القطاع الخاص لتوفير السكن والنقل والمواصلات والخدمات لعدد الزائرين المتنامي. وعلى رغم التقلبات السائدة في الأسواق، إلا أن مكةالمكرمة أصبحت ملاذاً آمناً للاستثمارات، وذلك بفضل المكانة الروحية الفريدة للعاصمة المقدسة في قلوب المسلمين كافة. وبينما تستضيف مكةالمكرمة أعداداً هائلة من الزوار سنوياً، فلا تزال سوق الضيافة فيها ناشئة، وذلك وفقاً لما ورد في أحدث تقرير أصدرته الخبير المالية. وفي سبيل الوصول إلى أقصى إمكانات النمو بمكةالمكرمة، فقد شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج شامل لتطوير البنية التحتية، وذلك بهدف إبراز مدى أهمية مشاريع التنمية الاقتصادية الاستراتيجية التي ستعزز فرص السياحة الدينية في مكةالمكرمة. ويوضح تقرير الخبير المالية أن مبادرات البنية التحتية التي منها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع توسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الذي يستهدف استيعاب أكثر من 30 مليون مسافر بنهاية المرحلة الأولى المتوقع الانتهاء منها في 2018، ومشاريع النقل التي من ضمنها مشروع قطار الحرمين الذي يربط المدينةالمنورةبمكةالمكرمة عبر مدينة جدة، ستكون كل تلك المشاريع مهمة وأساسية لاستيعاب 1.1 مليون زائر إضافي كل سنة وحتى العام 2022. وستؤدي عملية تلك التحسينات الجارية في البنية التحتية والنقل والمواصلات إلى تدعيم مكانة مكةالمكرمة كوجهة استثمارية، بالإضافة إلى أن مشاريع التطوير ذات النوعية الجيدة لن تظل مقتصرة على المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي، بل سيتم ربط أحياء أخرى عدة من خارج المنطقة بشكل أفضل في المراحل القادمة، وبالتالي تصبح الاستثمارات مجدية وقابلة للنمو. ومن جهة أخرى، يشير التقرير كذلك إلى التوسعة الأخيرة للمسجد الحرام، حيث يصفها بالعامل الأساس الذي يتيح لمكةالمكرمة القدرة على استقبال المزيد من الحجاج في المستقبل، بعد أن كانت المملكة مضطرة إلى تقليص عملية إصدار تأشيرات الحج نتيجة لأعمال التوسعة الجارية في الحرم المكي. الفرص الاستثمارية في قطاع الضيافة في مكةالمكرمة شملت الدراسة تقييم فرص الاستثمار العقاري في قطاع الضيافة بمكةالمكرمة، مع التركيز على الوحدات السكنية التي يمكن تقسيمها بشكل عام إلى فنادق ومراكز لسكن الحجاج، إذ تحقق تلك الفنادق العوائد الأكثر جدوى للمستثمرين. وأظهرت الدراسة التحليلية لقطاع الفنادق بمكةالمكرمة أن السوق ستشهد إقبالاً كبيراً من شركات الفنادق العالمية المرموقة في المستقبل القريب، وذلك بالتزامن مع اكتمال مشروع تطوير جبل عمر خلال السنوات القادمة، والذي سيضيف أكثر من 10 آلاف وحدة فندقية. وبينما تشير الطفرة في مشاريع الفنادق الفخمة التي سيتم افتتاحها في السنوات القليلة القادمة، إلى زيادة حدة المنافسة، طبقاً لما أوردته الخبير المالية في دراستها، من أن الزيادة في أعداد الزوار وانتعاش الاقتصاد المحلي ونمو شريحة الحجاج الموسرين، تعد عوامل مهمة مؤدية إلى زيادة معدلات الإشغال والعوائد، لتصبح بذلك مكةالمكرمة وجهة جاذبة للمستثمرين المهتمين بقطاع الضيافة. إلى جانب ذلك، تناولت الدراسة الأخيرة تحليلاً للأحياء الاستثمارية الجذابة داخل مكةالمكرمة والمحيطة بالحرم المكي الشريف، إذ تم إجراء تقييم لأحياء مختلفة عدة، لمعرفة مدى ملاءمتها وإمكان الاستفادة منها في موسمي الحج والعمرة، وأيضاً إمكان ربطها بالبنية التحتية الرئيسة، ومدى توافر الأراضي، واحتمالات ارتفاع الأسعار. كما أشارت إلى أن هناك أربعة أحياء ستستقطب اهتماماً خاصاً من المستثمرين، وهي السليمانية، والجميزة، والعزيزية، والرصيفة، إذ ينفرد كل منها بمميزات مختلفة لاجتذاب الاستثمارات. وفي جانب آخر، أشارت الدراسة التحليلية للسوق التي أجرتها الخبير المالية إلى مراكز تجارة التجزئة كشريحة استثمارية واعدة غير مستغلة في مكةالمكرمة، إذ إن هناك قلة في عدد مجمعات التسوق، وبالتالي فإن سوق تجارة التجزئة التي تعتمد بشكل رئيس على إنفاق الزوار القادمين لأداء شعيرتي الحج أو العمرة، لا تتواكب مع التغيرات. وبالتالي ستهيئ مشاريع تطوير مجمعات تجارة التجزئة الجديدة في مكةالمكرمة مساحات إضافية لإنعاش هذا القطاع الذي شهد زيادة سنوية في إنفاق الزوار القادمين من خارج المملكة بنسبة قدرها 8 في المئة على مدى السنوات العشر الماضية.