نحن لا نتحدث عن عموم البدانة عند الناس، ولكن نتحدث عن عدو خطير وسجان بغيض ألا وهو السمنة المفرطة، تلك النهاية المتوقعة لمسلسل البدانة تصور ان تلاقي شخصا يزن 220 كيلو جراما!! نعم، هناك عدد لا بأس به من اولئك وصلت بهم بدانتهم الى حد اعاقتهم عن الحياة الطبيعية فمنعتهم من الانخراط مع الناس، ومن الجلوس في الأماكن العامة، لقد حرمتهم الملابس الجديدة، تجدهم منطوين على أنفسهم، يشعرون بالاكتئاب، لا يجدون حولهم لا أصدقاء ولا زوجة ولا أبناء!! إنها حالة مأساوية قد تدعوهم الى الانتحار لا سمح الله !! المشكلة ليس مبالغا فيها، فهذا حقا هو ما يحصل لهم، والمشكلة الأكبر ان اهلهم يجعلونهم هدفا لتهكماتهم أو للشفقة عليهم، ولكن ماذا يستفيد أولئك المرضى من كل ذلك؟! لا شيء طبعا , اذن ما الذي يحتاجه مريض السمنة المفرطة؟ أولاً: يحتاج الفهم المصاب بهذا المرض يحتاج ان يفهم حالته وكذلك يحتاج أن يفهمه أهله,, فالعلاج ليس مستحيلا، والمطلوب ان نتعرف على هذا المريض، فهم أي شخص يصل وزنه الى وزن يزيد عن الوزن المثالي له ب45 كجم، وهذا الشخص لا تنفع معه التمارين ولا أنظمة الحمية الغذائية، ويحتاج الى مداخلة جراحية فهي بإذن الله علاجه الشافي. هذه القضية لا تحتاج الى جدال او نقاش، والا فالنتيجة هي المزيد من الاعاقة والمشاكل لهذا المريض. ثانياً: يحتاج إلى الأمل والطمأنينة لابد ان يعرف المريض بأنه ليس فأر تجارب، وان هذه العملية الجراحية قد أجريت عليها دراسات مستفيضة، وان نتيجتها مضمونة حتما، وانها ستقيه وتخفف من مشاكل السمنة المفرطة مثل ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب وداء السكري اللعين والتهابات الجلد المتكررة وصعوبة الحمل واسقاطات الجنين المتكررة والكآبة القاتلة وغيرها. ثالثاً: يحتاج إلى الواقعية التمني لا يفعل شيئا، ولكن الجد والاجتهاد واتخاذ القرار الصائب هو سبيلك للخروج من هذا المأزق,, ربما لن تصبح نحيلا مثل محمود ياسين ، ولكنك حتما ستكون انسانا عاديا يمكنه التجوال في الأسواق وحضور الحفلات بشكل طبيعي. ليست الواقعية بأن تجرى العملية ثم نترك الطبيب,, ولكن الحقيقة أننا سنحتاج الطبيب بعد العملية ولفترة طويلة كما كنا بحاجته قبلها حتى وان حصلنا على ما نريد من تخفيف للوزن، فهناك مشاكل متوقعة يمنعها الطبيب بمتابعته الدؤوبة,, اذن زيارتك المتكررة تجعلك تنعم بوزنك الجديد. رابعاً: يحتاج أن يتخلص من كلام الناس ونصائحهم كثيرون يحيطون هؤلاء بالعديد من النصائح التي لا تستند الى أساس علمي، مثل عليك بحبة ثوم كل صباح، أو شرب كأس من الماء الفاتر على الريق، أو هناك من يقوم بربط الفكين معا. وسمعنا ان هناك اطباء في أمريكا يضعون بالونا في المعدة أو غير ذلك مما ليس له أثر سوى تأخير معالجة المريض ودخوله في المزيد من المشاكل الصحية والنفسية. خامساً: يحتاج إلى مستشفى جيد وجراح ماهر يجب ان يعلم المريض بأنه يحتاج الى عناية خاصة تبدأ بأثاث يناسب وزنه، وتنتهي بفريق متكامل من الأطباء والممرضين والمؤهلين للتعامل مع حالته، كما يجب ان يعلم المريض بأن هناك عمليات لا تفيد حالته مثل عملية شفط الدهون وتجميل البطن، وأن هناك عمليات لحالته قد تم اقصاؤها مؤخرا مثل تلك التي تستهدف الامعاء الدقيقة حيث يرافقها الكثير من المشاكل ,, أما العمليات المناسبة لحالته فهي ثلاثة وتستهدف المعدة. 1 اعادة تشكيل المعدة. 2 تجاوز المعدة, 3 وضع حلقات ضاغطة على المعدة من الخارج. وكلها جيدة الا ان أفضلها هو تجاوز المعدة، هذا ويبقى المريض بالمستشفى لمدة متوسطها ستة أيام الا انها تتراوح ما بين 4 30 يوما. وفي النهاية لابد ان نعلم ان للأهل دوراً مهماً جدا في العناية بالمريض ومؤازرته نفسيا وبعث الأمل والاشراق فيه من جديد، فالسمنة ليست معجزة ولكل داء دواء، والله الموفق.