كعادته يحب التجول والتسلية والمشي في حي البطحاء الشهير بوسط مدينة الرياض قبل أن يتحول لتسكع وتسول وزحام من قبل الوافدين.. فهذا الحي الذي يكتظ بشتى أنواع البشر فهم مزيج من عمالة وافدة من مختلف البلاد البعيدة والقريبة. فقد ترى الفوضى والتسيب من قبل تلك العمالة وتشويهها للوطن الغالي وتصرفاتها التي حولت ذلك الحي لحي يشتهر بكثرة المخالفات ومن ضمن الفوضى دخل إحدى المكتبات التي يسيطر عليها من لا يدركون معنى الثقافة من العمالة أخذ يستعرض بعض الكتب التي أمامه حيث لفت انتباهه وشدة كتاب عن الملك الراحل المحنك السياسي الذي لا يتكرر فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله- ما أثار استغرابه ودهشته هو أن ذلك الكتاب مختوم بختم إحدى القطاعات الحكومية سأل نفسه سؤالا: هل سرق هذا الكتاب وتم بيعه أكثر من مرة حتى وصل إلى هذه المكتبة أم أن تلك الجهة قد باعت كامل أثاثها ورجيعها وكان من ضمن ذلك مكتبتها؟! مازال السؤال قائما في فكره ورأسه: كيف يفرط في مثل تلك الكتب الثمينة النادرة التي تعد توثيقا لمثل ذلك الرجل الذي لا يتكرر! «2» مجمد يعيش في دوامة دائمة بسبب حبه الشديد وتفانيه وإخلاصه لعمله رجيا الثواب والبركة من الله.. فيعمل كل هذا رغم عدم حصوله على حقه من التقدير الوظيفي والمعنوي حيث تجمد مرتبه ومرتبته الوظيفية كغيرة من بعض العاملين في هذا الحقل الحيوي حتى أصبح شبيهاً بمخلوق متجمد بل زاد من تشبيهه ولمز زملائه من باب الطرفة له بأنه يشبه نوعا من الدجاج المجمد كناية عن تجميده وتوقفه في سلم الوظيفة دون ترقية تذكر. ما بين مشاغل الحياة وهموم البيت والأبناء كان كلما سار يلقي نظرة على المرآة متسائلاً: ألهذه الدرجة تغيرت ملامحي؟ أترى هو التقدم في العمر أم بسبب أمراض العصر أم بسبب إهمالي لتناول غذائي بشكل منتظم ومستمر أم هي الحقيقة التي لا مفر منها أن الإنسان كلما تقدم في العمر تقل صحته.. بان ذلك واتضح على محياه ولا بد من نهاية يحددها الله سبحانه وتعالى فما بين الهزال في جسمه وتجمده الوظيفي علاقة كبيرة أحدهم يأتي أجله مرتين: الأولى حينما تغيب كامل حقوقه الوظيفية لتسوء به الحال حتى يأتي المصير المحتوم ليوضع تحت الثرى، وهو في عناء وكمد وبحث عن ذاته وعن قيمته كإنسان يحب الحياة!