(1) دجاج فرنسي يعيش في دوامة دائمة بسبب حبه الشديد وتفانيه في عمله رغم عدم حصوله على حقه من التقدير الوظيفي والمعنوي حيث تجمد مرتبه كغيره من الاوفياء حتى اصبح كالدجاج الفرنسي. ما بين مشاغل الحياة وهموم البيت والابناء كان كلما سار يلقي نظره على المرآة متسائلاً: ألهذه الدرجة تغيرت؟ أترى هو التقدم في العمر أم بسبب امراض العصر أم بسبب اهمالي لتغذية نفسي أم هي الحقيقة التي لا مفر منها ان الانسان كلما تقدم في العمر تتردى صحته ويتضح ذلك على محياه ولابد من نهاية يحددها الرب؟ فما بين الهزال والدجاج الفرنسي وتجمده الوظيفي علاقة كبيرة احدهما يأتي اجله مرتين الاولى بذبحه وتجمده والثانية عندما يخرج ثم يطهى ويؤكل، والآخر ذبح مرتين بغير ذنب الاولى بعدم اعطائه كامل حقوقه الوظيفية حتى ساءت به الحال وجاء المصير ليوضع تحت الثرى، ورغم الحالتين الا ان الدجاج يعد افضل منه لأنه كرم من الرب ثم من الانسان بإراحته، اما الثاني فجاءه اجله لكنه عانى وقاسى الظلم والجحود ومات كما عاش مجمداً. (2) سرقة.. كان ومازال عاشقاً ومحبّاً للكتابة كحبه لصوت العروبة الراحل طلال مداح يرحمه الله كتب في بداياته مقالاً ثقافيّاً فنيّاً وأودعه صندوق البريد وعنونه باسم جريدة اليوم السعودية التي نشرت ذلك المقال بعد اسبوع من وصوله حيث كانت الخدمات البريدية متميزة بعكس وضعها الآن الذي يغلب عليه ضياع الرسائل وعدم وصولها. نشر المقال لكونه كان متكاملاً لشروط النشر من حيث الاسلوب والصياغة كانت فرحته كبيرة لنشر المقال حيث قام بتصويره وتوزيعه على معظم الاحباب والاصدقاء الذين كانوا سعداء لسعادته وبعد فترة ليست بقصيرة كان يتابع تلك الصحيفة التي نشر بها مقاله حيث شاهد مقالاً لأحد القراء وكأنه يعرف هذا المقال وحافظاً لكلماته وعباراته قبل ان يصل للسطور الاخرى سأل نفسه معقول ان تكون الصحيفة نشرت مقالي مرة اخرى ام انه توارد خواطر لكن الشيء الذي حيره ان المقال يعتبر نسخة كربونية من مقاله الذي سبق نشره لكن ذلك الذي سرقه حاول ان يكون ذكيّاً لكنه ذكاء مكشوف فلم يضف للمقال سوى معلومة صغيرة حديثة عن الشخص المعني في المقال سعى كاتب المقال الرئيسي للدفاع عن حقه فأرسل للصحيفة صورة من المقال الاساسي واخرى من المقال المسروق حيث انكشف ذلك القارئ الذي برر ما قام به انه كان معجباً بالمقال لكن الصحيفة نشرت المقالين بتواريخهما وقررت عدم النشر لذلك القارئ مستقبلاً. (3) تفريط في احدى المكتبات في حي البطحاء الشهير بالعاصمة الرياض الذي يكتظ بشتى انواع البشر وخصوصا العمالة الاسيوية وحالة الفوضى والتسيب من قبل تلك العمالة وتشويهها للبلد وتصرفاتها التي حولت ذلك الحي لحي اشتهر بكثرة الجرائم والمخالفات. بإحدى المكتبات التي يسيطر عليها من لا يدركون معنى الثقافة من العمالة اليمنية توقف عند احداها واخذ يستعرض بعض الكتب حيث توقف امام كتاب عن الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ما اثار استغرابه ودهشته هو ان ذلك الكتاب مختوم بختم احدى القطاعات الحكومية سأل نفسه هل سرق هذا الكتاب وبيع حتى وصل الى المكتبة ام ان تلك الجهة قد باعت اثاثها ورجيعها ومن ضمنه مكتبتها. مازال السؤال قائما حتى الآن كيف يفرط في مثل تلك الكتب التي تعد توثيقاً لمثل أولئك الرجال. (4) وسواس.. يحاول دائماً ان يتحاشى مصافحة من يقابله حتى لو كان احد اقربائه لكونه يرى كل الناس لديهم ميكروبات ستنتقل اليه اذا صادف أي انسان يحاول ان يسلم عليه من بعيد بإيماءة برأسه او اشارة بيده من بعيد يدعي انه مستعجل انكشف للناس فأصبحوا كلما قابلوه يتجاهلونه او يسلمون عليه بطريقته.