واصل المسؤولون الأمريكيون أمس الثلاثاء مشاوراتهم الدبلوماسية مع نظرائهم للاتفاق على (رد ملائم) على الهجوم الكيميائي في سوريا في 21 أغسطس بحسب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، فيما اتهم مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ أمس النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق. وفي حين أمضى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أيامه الخمسة الأخيرة في إجراء اتصالات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون ووزراء خارجية البلدان الحليفة- بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن- ومع نظيريه الروسي والسوري قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إن القوات الأمريكية مستعدة للتحرك ضد سوريا في أية لحظة. بدوره قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن هذه الاتصالات تمحورت حول (الرد الملائم) على الهجوم الكيميائي المفترض في 21 أغسطس قرب دمشق الذي ينسبه قسم كبير من المجموعة الدولية إلى النظام السوري. وأكد هيغل في مقابلة مع البي بي سي قائلا (نحن مستعدون وقد جهزنا إمكاناتنا لنتمكن من تنفيذ أي خيار يرغب فيه الرئيس (الأمريكي باراك أوباما) ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك بسرعة). وذكرت شبكة (إن.بي.سي) الأمريكية أمس الثلاثاء أن الولاياتالمتحدة ربما تشن هجوماً صاروخياً على سورية بحلول يوم غداً الخميس رداً على ما تردد بشأن استخدام أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري. وقال مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى ل(إن.بي.سي) طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن الهجوم سيستمر أكثر من ثلاثة أيام وسيقتصر على منطقة محددة مستهدفة. وأعلنت فرنسا أمس الثلاثاء أنها (جاهزة) للتدخل عسكرياً في سوريا إلى جانب الأمريكيين (لمعاقبة) نظام الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأبرياء حسبما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب عن السياسة الخارجية أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس. وأضاف هولاند أن مسؤوليتنا اليوم هي البحث عن الرد الأنسب على تجاوزات النظام السوري مشددا على ألا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي بعد مجزرة دمشق التي استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية. وقال هولاند إن القرار بالتدخل العسكري في سوريا سيتخذ (خلال الأيام المقبلة). كما أعلنت المعارضة السورية أمس أن الضربة العسكرية التي يحتمل أن يشنها الغرب ضد نظام الأسد هي مسألة أيام وليس أسابيع، مشيرة إلى أنها ناقشت مع الدول الحليفة لائحة بأهداف محتملة. وقال أحمد رمضان عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ليس هناك كلام عن توقيت محدد لأن هذا الأمر عسكري، ولكن هناك حديثا عن تحرك دولي وشيك الآن ضد النظام، ونحن نتحدث عن أيام وليس عن أسابيع. وقال إن الأهداف المحتملة للضربة تشمل مطارات عسكرية ومقرات قيادة ومخازن صواريخ. وأوضح رمضان أن ثمة قائمة بالمطارات التي تنطلق منها الطائرات المزودة بالصواريخ والبراميل المتفجرة ومقرات القيادة التي تستخدم في إدارة العمليات وتضم ضباطا من النظام والحرس الثوري (الإيراني) وحزب الله (الشيعي اللبناني). وأشار إلى أن من بين الأهداف المحتملة معسكرات تستخدم في إطلاق الصواريخ، ومنها صواريخ سكود لاسيما اللواء 155 قرب دمشق، إضافة إلى أماكن لتخزين الأسلحة التي يستخدمها النظام في عمليات الإمداد لقواته. في لندن دعا رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس مجلس العموم إلى الانعقاد غدا الخميس لمناقشة الرد الواجب اتخاذه ضد سوريا. وقال كاميرون في حسابه على تويتر إن رئيس مجلس العموم وافق على طلبي بدعوة المجلس إلى الانعقاد غدا الخميس. ستقدم الحكومة توصية واضحة وسيتم التصويت على رد بريطانيا على الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا. بدوره أعلن نيك كليج نائب رئيس الحكومة البريطانية أن بريطانيا لا تسعى لقلب نظام الأسد. وأمام هذه التحضيرات العسكرية أكدت دمشق أنها ستدافع عن نفسها. وفي مؤتمر صحافي في مقر الوزارة بدمشق أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الثلاثاء أن دمشق ستدافع عن نفسها أمام أي هجوم. وقال المعلم في حال صارت الضربة، أمامنا خياران: إما أن نستسلم أو أن ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة وهذا هو الخيار الأفضل. وأضاف سندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة، مؤكدا أن سوريا ليست لقمة سائغة لدينا أدوات الدفاع عن النفس، سنفاجئ الآخرين بها.