تستعد الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة لسوريا رغم ان الغرب يشدد على ان هدفه ليس اطاحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد وانما معاقبته على استخدام اسلحة كيميائية بحق المدنيين . وارسى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اسس هذا التدخل العسكري الثلاثاء وقال للمرة الاولى ان هجوم الاسبوع الماضي بالأسلحة الكيميائية الذي يعتقد انه ادى الى مقتل المئات لا يمكن ان تكون نفذته سوى قوات الاسد. وسارعت بريطانيا وفرنسا الى دعم خيار استخدام القوة في سوريا فيما وعد البيت الابيض بتقديم ادلة يرفع عنها السرية هذا الاسبوع لإثبات ان الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع الاربعاء الماضي يقف وراءه النظام السوري, ويتوقع محللون اطلاق صواريخ كروز من غواصات اميركية واخرى تابعة للحلفاء او من سفن ويحتمل من طائرات، على سوريا من خارج مياهها الاقليمية او اجوائها. وقال بايدن انه "تم انتهاك احد الاعراف الدولية الاساسية" في سوريا, واضاف "لا شك ان المسؤول عن الاستخدام الشنيع للأسلحة الكيميائية في سوريا هو النظام السوري", واضاف "الرئيس يعتقد وكذلك انا، بان هؤلاء الذين استخدموا اسلحة كيميائية ضد رجال ونساء واطفال عزل يجب ان يحاسبوا". وافادت مجلة "فورين بوليسي" في وقت متأخر الثلاثاء ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري "مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي" وهو "مصاب بالذعر" بعد هجوم الاسبوع الماضي. وقالت المجلة "الاربعاء الماضي وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي الرهيب في شرق دمشق، اجرى مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية وهو مصاب بالذعر مع رئيس وحدة الاسلحة الكيميائية وطلب منه تفسيرات حول الضربة بغاز الاعصاب التي ادت الى مقتل اكثر من الف شخص". واضافت المجلة في بيان "ان هذه الاتصالات تنصتت عليها اجهزة الاستخبارات الاميركية". وقالت "انها السبب الرئيسي الذي يجعل المسؤولين الاميركيين يؤكدون على ان هذه الهجمات يقف وراءها نظام بشار الاسد ولهذا السبب ايضا يستعد الجيش الاميركي لشن هجوم ضد هذا النظام في الايام المقبلة", وكشفت هذه المعلومات فيما تحضر القوات الاميركية لضربة عسكرية. وقد اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الثلاثاء ان القوات الاميركية مستعدة للتحرك ضد سوريا في اية لحظة. وقال هيغل في مقابلة مع البي بي سي "نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الاميركي باراك اوباما) .. ونحن على اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة". وقد اعلنت فرنسا انها "جاهزة" للتدخل عسكريا في سوريا الى جانب الاميركيين "لمعاقبة" نظام الرئيس بشار الاسد "على استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الابرياء". واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا "مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء" في سوريا, وفي لندن دعا رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون مجلس العموم الى الانعقادغدا لمناقشة الرد الواجب اتخاذه بعد اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي. من جهته اعلن البيت الابيض ان اي تحرك اميركي سيكون للدفاع عن مبدأ انه يجب عدم استخدام اسلحة كيميائية مشيرا الى ان هدفه ليس الاطاحة بالأسد رغم الدعوات الاميركية السابقة لرحيل الرئيس السوري. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "اريد ان اوضح ان الخيارات التي ندرسها لا تتعلق بتغيير النظام" مضيفا انه سيتم نشر نسخة رفعت عنها السرية لتحقيق الاستخبارات الاميركية في الهجوم هذا الاسبوع, ورفض كارني القول ما اذا كانت واشنطن ستسعى للحصول على تفويض من مجلس الامن للتحرك العسكري علما ان موسكو ستستخدم حق النقض ضده على الارجح. وتقول مصادر في واشنطن ان التحرك العسكري في سوريا يتوقع ان يكون محدودا على ان يستمر على الارجح لعدة ايام فقط وان يستهدف مواقع عسكرية لكن ليس مخزونات الاسلحة الكيميائية.
واعلن البيت الابيض في هذا الوقت ان اوباما اتصل برئيس الوزراء البريطاني الثلاثاء لبحث معه الازمة السورية، في ثاني اتصال بينهما في ايام. كما تحدث الرئيس مع قادة استراليا وكندا وفرنسا, كما اكد نيك كليغ نائب رئيس الحكومة البريطانية ان بريطانيا "لا تسعى لقلب" نظام الرئيس السوري بشار الاسد, لكن موسكو اكدت مجددا معارضتها لأي عمل عسكري في سوريا. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء من ان اي حل عسكري للازمة في سوريا سيزعزع الاستقرار في هذا البلد وفي منطقة الشرق الاوسط.