تنطلق مساء اليوم السبت (12 / ربيع الأول / 1433ه) فعاليات ندوة «الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع ، حيث يلقي سموه الكريم محاضرة حول تاريخ الملك عبد العزيز كما يدشن كرسي سموه للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية بجامعة الملك سعود. ويمثل هذا الكرسي النوعي أحد مظاهر الحراك العلمي الذي تعيشه جامعة الملك سعود بفضل توجهاتها الناجحة نحو بناء تقاليد جديدة للبحث العلمي أهمها التمويل الذاتي وفتح الشراكة مع المؤسسات العلمية المتخصصة.ويكرس الكرسي حزمة من الحوافز لتنشيط الدراسات التاريخية الراصدة للتنامي الحضاري في الجزيرة العربية وما أفرزه هذا التصاعد في عقلية الإنسان في المنطقة من منتجات ثقافية ومعرفية كان لها الأثر في تحضر الحياة وتقدمها. اهتمام الأمير سلمان بتاريخ الجزيرة العربية وتراثها يؤكد سمو الأمير سلمان حفظه الله في أحاديثه ومداخلاته دائماً أن تاريخ الجزيرة العربية يعد من الجوانب المهمة في تاريخ الحضارة الإنسانية حيث حظيت هذه المنطقة بالكثير من الأحداث وأسهمت في بناء الكثير من الحضارات، وقد حباها الله جل وعلا نعمة كونها مهد الإسلام ومنطلقه وفيها تم بناء الدولة الإسلامية التي نشرت الأمن والاستقرار وفيها ظهرت الدولة السعودية التي حافظت على هذه المضامين إلى يومنا هذا، وقناعة الأمير تنبع من كون التاريخ سجلاً خالداً للأمم يدون منجزاتها ويبرز تفوقها ويحفظ هويتها الوطنية وتراثها، ويطلع الأحفاد على ما صنعه الآباء والأجداد من مجد للوطن، وأمة لا تصون تاريخها وتحافظ عليه لا قيمة لها بين الأمم والحضارات؛ هذا ما يوصي به سمو الأمير دائماً. تأسيس الكرسي جاءت فكرة تأسيس كرسي يحمل اسم سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز حين عرض قسم التاريخ بجامعة الملك سعود على أنظار سموه فكرة إنشاء كرسي بالجامعة يعنى بالمجالات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية وكان ذلك في عام 1430ه قبل تبني الجامعة إنشاء الكراسي البحثية في مرحلتها التطورية الحالية، فكانت موافقة سموه وترحيبه دليلاً على اهتمامه ودعمه للفكرة. وتقديراً من الجامعة لسمو الأمير سارعت الجامعة لإنشاء كرسي يحمل اسم كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية وتم تدشينه برعاية شخصية من سمو الأمير بتاريخ 4-1-1431ه. رؤية الكرسي ورسالته وأهدافه تركز الرؤية التي ينتهجها الكرسي على القيام بدور ريادي في تعميق المعرفة التاريخية بتاريخ الجزيرة العربية، ورسالته تتمحور حول دراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها من خلال توظيف أحدث المناهج والتقنيات العلمية في الدراسة والتفسير والتحليل والاستنتاج. ويهدف الكرسي لتفعيل برنامج عمل يحقق من خلاله أهدافه ومن ضمنها: - عقد محاضرات وندوات وورش عمل ذات صلة بمجاله ونشر المتميز من بحوثها. - إيجاد حوافز تشجيعية لدفع حركة البحث العلمي المتخصص. - دعوة أساتذة زائرين من المتميزين من داخل المملكة وخارجها لإلقاء محاضرات أو إعداد دراسات في مجال تخصصه. - تعريب الأعمال المتميزة في تخصصه والمساهمة في إثراء الدراسات التاريخية ذات الصلة. - تمويل البحوث والدراسات المشتركة في مجال الكرسي وتقديم الاستشارات والدراسات الواقعة في مجال تخصصه لجميع القطاعات الحكومية والأهلية. - المبادرة بعقد شراكة علمية مع الكراسي والمراكز والأقسام الأكاديمية المتخصصة داخل المملكة وخارجها. - دعم طلاب الدراسات العليا المتخصصين في تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية بما يحتاجونه من معلومات تدعم بحوثهم مما يقع في مجال تخصص الكرسي. أهم منجزات الكرسي رغم حداثة نشأة الكرسي وانطلاق أنشطته فقد تم تحقيق بعض الإنجازات ومنها على سبيل المثال: - عقد ورشة عمل «التاريخ والتقنية الحديثة» في الفترة 10-12-1432ه والتي ركزت على مهارات البحث ونشرها إلكترونياً. - عقد ورشة عمل حول الدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية وكيفية تطويرها، والتي عقدت بتاريخ 22-6-1432ه. - إصدار العدد الأول من رسالة الكرسي بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية. - إقرار برنامج داعم بتخصيص جائزة مالية لطلاب الدراسات العليا المتميزين داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. - دعوة الأستاذ الزائر البروفيسور يوجين ل. روغان مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بكلية سانت أنتوني جامعة أكسفورد لزيارة الجامعة. - إصدار الكتاب التعريفي الشامل بالكرسي. - إصدار كتاب بعنوان «الخليج العربي والبحر الأحمر من خلال وثائق برتغالية 1508- 1568م» ترجمة الدكتور أحمد بو شرب، وذلك من ضمن سلسلة إصدارات الكرسي الذي يعد باكورة إصدارات الكرسي البحثية ويضم 123 وثيقة برتغالية تترجم للمرة الأولى تشمل الفترة الممتدة من عام 1508م إلى عام 1568م. - يعمل الكرسي حالياً على ترجمة ونشر أبحاث عن تاريخ مكة والمدينة وجدة في العصر الإسلامي الوسيط من تأليف الأستاذ رتشارد مورتيل وترجمة الدكتور محمد الفريح. أهمية الندوة وأبرز محاورها يأتي عقد هذه الندوة من منطلق أهمية دراسة وإبراز تلك الجوانب من حياة الملك المؤسس -رحمه الله- خاصة لما عرف عن جلالته من شخصية فذة كان لها الكثير من الجوانب الإنسانية والاجتماعية والمواقف النبيلة مثل مواقفه تجاه شعبه وتجاه قضايا العرب والمسلمين، والجوانب الإنسانية والاجتماعية التي تميز بها في معارك التوحيد والبناء، ومحبة الخير ونشر العلم والمعرفة والتسامح مع من ناصبه العداء باتخاذه مبدأ العفو عند المقدرة. محاضرة لسمو وزير الدفاع وسيزيد أهمية عقد هذه الندوة تفضل سمو الأمير سلمان بإلقاء محاضرة في مستهلها عن الملك المؤسس وهذا ما ينتظره المهتمون بتاريخ المملكة العربية السعودية. ومما يسر في هذه الندوة اهتمام طلاب وطالبات الدراسات العليا بمختلف جامعات المملكة بهذه الندوة ومشاركتهم ببحوثهم مما يعد دليلاً على فخرهم واعتزازهم بالدور الكبير في ذاكرة الوطن عن الملك المؤسس، وكذلك مشاركة عدد ممن كانت تربط آباءهم أو أجدادهم بعلاقات خاصة مع الملك عبدالعزيز. وبالتأكيد سيكون للطلاب دور فعال في هذه الندوة تنظيماً وإدارة وحضوراً لفعالياتها. موقع إلكتروني للندوة دشنت اللجنة التحضيرية للندوة موقعاً إلكترونيا على شبكة الإنترنت، يضم أقساماً خاصة بالمدعوين والمشاركين ببحوث في الندوة وتاريخ الندوة وجدول الجلسات ورؤساء الجلسات. وستتناول الندوة عدداً من المحاور الرئيسية حول شخصية الملك عبد العزيز من منظور إنساني واجتماعي، ومواقف الملك عبدالعزيز الإنسانية تجاه العرب والمسلمين، والجوانب الإنسانية له في المعارك والمواجهات، وتعامل الملك عبدالعزيز مع الخصوم والأعمال الخيرية للملك عبدالعزيز، وجوانب العطاء ومساعدة الناس لدى الملك عبدالعزيز. الجلسات العلمية والمحاضرات - تقام المحاضرات يومي الأحد والاثنين الموافقين 13-14-3-1433ه في قاعة «7أ» المقابلة لكلية الآداب بجامعة الملك سعود وبواقع ثلاث جلسات يومياً، وجامعة الملك سعود بكافة كلياتها وعماداتها مشاركة في المناسبة، كما أن لدارة الملك عبدالعزيز مشاركة مكثفة وداعمة لكافة فعاليات الندوة.