قصفت دبابات سورية أحد الأحياء القديمة في حمص أمس السبت في أحد أعنف الهجمات منذ شدد الجيش هجومه على المدينة قبل أسبوعين لقمع احتجاجات وانشقاقات جديدة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين عن الجيش في حمص, مما أدى إلى مقتل 17 من عناصر الأمن والجيش, فيما قتل تسعة مدنيين أمس السبت في قصف ورصاص قناص في حمص وحماة ودرعا. وأفاد سكان ونشطاء أن الدبابات كانت تطلق نيران أسلحة مضادة للطائرات يستخدمها الجيش لقصف أهداف برية ونيران مدافع رشاشة ثقيلة. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الجمعة السبت بين الجيش النظامي السوري ومسلحين منشقون عند دوار الرئيس وسمع صوت انفجار كبير هز المنطقة إثر إصابة مدرعة للجيش النظامي». وتابع أن «أعمدة الدخان تتصاعد من مبنى حكومي قرب جامعة البعث». وكان المرصد تحدث عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين منشقين في حي باب السباع» في حمص. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له إن حاجزين هما «حاجز القلعة وحاجز الفارابي دمّرا بشكل كامل وقتل أكثر 17 من عناصر الأمن والجيش النظامي السوري عليهما». ونقل عن «ناشط في المنطقة» قوله إن «ضابطاً برتبة رائد وعشرات الجنود في الحي انشقوا (عن الجيش) بينما سقط أكثر من أربعين شخصاً من الجانبين بين شهيد وجريح ودمرت مدرعتان للجيش النظامي السوري». وذكر نشطاء سوريون أن القصف ورصاص القناصين أسفر عن مقتل 9 مدنيين على الأقل في كل من حمص وحماة ودرعا. وعلى الصعيد السياسي, انتقد وزير الخارجية السوري رسالة تلقاها من الجامعة العربية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، معتبراً أنها تضمنت مواقف «تستند أساساً إلى أكاذيب إعلامية» حول أعمال العنف في سوريا خلال الأيام الأخيرة. وأعرب مصدر في الخارجية السورية لوكالة الأنباء السورية أمس السبت عن استغراب وزارة الخارجية السورية من إصدار لجنة الجامعة العربية تلك الرسالة قبل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة.