في حوار هاتفي لي مسجل مع فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان هذا الأسبوع حول تعلم المرأة وتثقيفها لقيادة السيارة عند الحاجة والضرورة، قال فضيلته: (لا بأس أن تتعلم المرأة وتتثقف في كيفية قيادة السيارة شرط أن يكون هذا في البر وبعيداً عن المباني مع محارمها لتستعد بذلك وتحتاط عند الحاجة ووقوع حادث أو خلافه). فالشيخ لا يختلف بذلك عن رأي سابقيه من «علمائنا الأجلاء» بأن قيادة السيارة في المدن محظورة لأسباب شرعية وتنظيمية ومرورية. خصوصاً عندما سألته: هل تتوقع أن تقود المرأة السعودية السيارة في يوم من الأيام؟ فقال: «لا يعلم الغيب إلا الله». وعند طلبي لقراءته المستقبلية، قال: «لا أرى أن المرأة السعودية ستقود السيارة مستقبلاً». مطالباً بإيجاد وسائل نقل بديلة للمرأة والرجل لفك الاختناقات المرورية وتسهيل تنقلهما داخل المدن. رأي الشيخ هذا واضح وهو يؤكد عدم الممانعة في أن نثقف نساءنا بكيفية التعامل مع المركبة وكيفية تدخلهن لو حدث طارئ لا قدر الله في سفر أو ما شابه. وهنا فرق كبير بين تعلم المرأة لقيادة السيارة في البر وخارج المدن وممارستها للقيادة الفعلية وقيادة السيارة في الأماكن المحظورة، فمسح الجهل والأمية لدى النساء بكيفية قيادة السيارة ضرورة ستجعلهن أكثر اطمئناناً وستبدد مخاوف الكثير من مطالبي السماح للمرأة بالقيادة وستقطع الطريق على المتربصين بإشعال وإشغال مجتمعنا بهذه القضية. إنها فسحة من الأمر ستجعل تفكير الكثير من الرجال والنساء يختلف عن الحظر الكلي والقطعي لتعامل المرأة مع المركبة كقائد.. واستناداً لرأي الشيخ بدأت في تقديم دروس تثقيفية يومية ومجانية «لحرمنا المصون وابنتيها» في كيفية التحاور مع هذه الآلة الصماء ووجدت متعة كبيرة لمعرفتهن بخطوات سير المركبة وكيف تدور مما ينبئ أننا سنعيش كأسرة في هدوء بإذن الله بعيداً عن جدل قيادة السيارة اليومي.. والسؤال المهم: كم عدد النساء أصلاً اللاتي يعرفن القيادة ويفهمن كيف تتحرك السيارة؟! أليس تثقيفهن وتعليمهن آمن لهن في حال الخطر؟! جربوا الأمر ففيه راحة نفسية ستشعر بها النساء بأنهن غير محرومات من الحصول على مجرد معلومة تثقيفية! ولنترك مسألة القيادة من عدمها لمن يعيش غداً. وعلى دروب الخير نلتقي.