حصلت أمل حمد (24 سنة) على وظيفة ب «سهولة» بحسب وصفها، إذ أنها تقدمت على وظيفة من خلال الموقع الإلكتروني «غلوورك» Glowork، مشيرة إلى سهولة التقديم وسرعة الاستجابة في تحديد «موعد المقابلة الشخصية، وبعد ذلك توظفت». وتقول حمد إن هناك معلومات كان يضعها الموقع من خلال صفحته على موقع التواصل «الفيسبوك» عن كيفية كتابة السيرة الذاتية، وإجراء المقابلة الشخصية، الأمر الذي استفادت منه كثيراً. وبعد سنتين من البحث عن العمل وتجربة الكثير من المواقع، تمكنت شيخة السيف (23 سنة) من إيجاد وظيفة في الموقع نفسه، وتقول: «علمت عن الموقع من إحدى صديقاتي، وتقدمت في وظائف عدة من خلاله كانت إحداها وظيفة في الموقع نفسه، فجاءني اتصال لتحديد موعد المقابلة الشخصية، وطلبوا مني بعدها خطة العمل، ثم توظفت». وتضيف: «الجميل في الموقع أنه للمرأة فقط»، مشيرةً إلى أنه يقدم خدمة اجتماعية كبيرة للنساء. وتزيد أنه من خلال عملها «تعرفت على شركات كثيرة لا نعرف عنها تريد توظيف النساء». وأمل وشيخة هما إحدى النساء اللائي تقدمن على وظيفة من خلال موقع «غلوورك» Glowork، الذي يوفر وظائف للنساء فقط، وكل الشركات التي تعلن من خلاله تكون عن وظائفها المخصصة للنساء فقط أيضاً، وذلك بحسب ما قاله مؤسسو الموقع. وقال أحد مؤسسي الموقع جمال منصور ل«الحياة»: «إن هناك أكثر من 900 وظيفة شاغرة للنساء من قبل 90 شركة كبيرة أعلنت عنها على موقعنا الإلكتروني، مشيراً إلى أن عدد النساء اللائي وظفن تجاوز ال 20». وأضاف أن الموقع يعنى بتوفير وظائف نسائية فقط، وبدأ في شهر أيار (مايو) الماضي، إلا أن الإعلان عنه ظهر في 20 من شهر حزيران (يونيو)، ومنذ ذلك الوقت بدأنا نُعرف عند الشركات والبنوك. ولفت إلى أنهم سيكونون رعاة التوظيف الإلكتروني في معرض التوظيف الذي سينظم في الرياض في أحد الفنادق الكبيرة في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، موضحاً أنه سيكون مفتوحاً لجميع نساء المملكة، وليس كما هو المعتاد بأن يكون في الجامعات فقط. وأشار إلى أن «التقديم للشركات الموجودة سيكون من خلال غلوورك، ويجب على النساء إحضار سيرهن الذاتية على «الفلاش ميموري»، أي أن التقديم سيكون إلكترونياً، ولن تستقبل الملفات التقليدية». وأكد وجود أموراً تفتقدها خريجات الجامعات ما يمنعهن من الحصول على وظيفة، مثل عدم معرفتهن بكتابة السيرة الذاتية، بالطريقة التي تفهمها الشركات. وأوضح أن نسبة معرفة النساء في التعامل مع هذا النوع من المواقع ضعيفة جداً، لافتاً إلى وجود نساء لا يستكملن بياناتهن، أو لا يحملن سيرهن الذاتية في الموقع، وبعضهن لا يكن جادات في تحديد المدينة التي تسكن فيها، وكذلك «يعطي بعضهن رقم هاتف المنزل ولا يعطين أرقام هواتفهن النقالة، أو أن يكون البريد الإلكتروني خطأً، الأمر الذي يفقدهن الفرصة في الحصول على وظيفة، إذ إن الشركات تجد هذه الأخطاء عند البحث عن سيرهن الذاتية في الموقع». وزاد: «من خلال مواقع التواصل الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«تويتر»، بدأنا في تثقيف الباحثات عن العمل والخريجات الجدد حول كيفية التقدم على وظيفة، وكتابة السيرة الذاتية، وما هو المتوقع منهم في المقابلة الشخصية»، لافتاً إلى أن دور الموقع ليس فقط توفير الوظيفة بل تثقيف الباحثات عن العمل في التقديم على وظيفة. وتابع: «من خلال مواقع التواصل وورش العمل التي نود إقامتها بالاتفاق مع الجامعات، نريد تثقيف النساء بهذا الجانب»، إضافة إلى تثقيفهن لناحية ماذا يتوقع القطاع الخاص منهن، وما معنى تقويم أدائهن لدى المنشآت في هذا القطاع»، بإفهامهن أن التقويم يكون بناء على الأهداف التي من المفترض أن يصلن إليها، وهو الأمر المهم جداً لدى الشركات. وزاد: «إنهم أقاموا ورش عمل مع بعض الطالبات في حدود ضيقة لتقويم التجربة، وما وجدوه أن نسبة استفادتهن كانت 100 في المئة تقريبا، وذلك على رغم أنهن «خريجات فهذه المرة الأولى التي يعرفن فيها على هذا النوع من معلومات، حتى إننا نعطيهن معلومات عن الإدارات المختلفة الموجودة». وتحدث منصور عن قدرة النساء في أداء عملهن، فعلى رغم الأخطاء المتعلقة بكيفية تقدمهن على وظيفة، إلا أن النساء يكرسن وقتهن للوظيفة أكثر ودقيقات جداُ، فإذا توافرت لدينا وظيفة تحتاج إلى دقة في الأداء نسندها إلى النساء لأن لديهن القدرة على ذلك. ولفت إلى أن القطاع المصرفي هو الأكثر استفادة من العنصر النسائي، مؤكداً فتحهم قنوات كثيرة مع الشركات، وإقناع بعضها بفتح أقسام للسيدات. ومن جهته قال خالد خضير أحد مؤسسي الموقع ل«الحياة»: «إن هناك صعوبة في الحصول على الوظائف عموماً»، بسبب عدم «وجود آلية واضحة لذلك. كما «لاحظنا عدم وجود دورات في الجامعات للطالبات عن كيفية التقديم على وظائف، وكيف تتم كتابة السيرة الذاتية، وما المطلوب في المقابلة الشخصية». وقال: «أعرف سيدة ذهبت إلى فرع أحد المصارف لتقديم سيرتها الذاتية». وتحدث عن المعلومات التي يضعونها في مواقع التواصل، وقال: «هي عن حقوق المرأة في العمل، مثل الإجازة التي تستحقها بعد الولادة، وغيرها من المعلومات التثقيفية المهمة». كما أن هناك «خدمة البريد الالكتروني لإعلام السيدات عن الوظائف التي تناسبهن عند توافرها»، مشيراً إلى أن هناك تقريبا 2050 مشاركة في الموقع». وأضاف: «هناك اتفاقات مع جامعات، بأن نرسل إلى جميع الخريجات الوظائف المتوافرة لدينا، وذلك بعد إعطائنا بياناتهن»، وفي الوقت نفسه «تعلن عنا الجامعة عند الطالبات، وتخبرنا بالوظائف الشاغرة لديها»، و«تكون لدينا مساحة صغيرة في موقعهم الإلكتروني، على أن تذهب واحدة من موظفاتنا إليهن لشرح طبيعة عملنا».