تكثفت اللقاءات والاتصالات أمس بحثاً عن مخارج للعقد التي لا تزال تعيق تشكيل الحكومة العتيدة. لكن المشاورات القائمة وعلى أكثر من خط لم تسفر عن حلحلة في مداورة الحقائب وهي عالقة بانتظار تذليل العقبات من المعنيين. ونشط «حزب الله» في ثلاثة اتجاهات فزار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وعرضا للتطورات السياسية والحكومية والاتصالات الجارية بهدف تشكيل حكومة جديدة. وأكدت مصادر بعبدا أن «اللقاء كان إيجابياً، وتطرق إلى مواضيع سياسية وأمنية حساسة، إضافة إلى الملف الأساس المتعلق بالموضوع الحكومي». وزار للغاية نفسها المعاون السياسي للأمين العام ل«حزب الله» حسين الخليل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام. كما زار رئيس لجنة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون وتم عرض مستجدات الحكومة. وتابع وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور جولته على المسؤولين، فزار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشدد على اهمية «أن يكون هناك سعي حثيث لتذليل ما تبقى من عقبات، وهي لم تعد كثيرة، من أجل إخراج التشكيلة الحكومية بما يقود إلى حكومة يجلس فيها كل الأطراف إلى طاولة واحدة وتخفف من المخاطر الأمنية والسياسية إن لم تكن تلغيها». وفي المواقف، دعا النائب مروان حمادة الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام إلى «حسم موضوع تشكيل الحكومة، بمفردهما أي أن يحسما موضوع توزيع الحقائب». كما دعا حمادة عون إلى «إدراك أننا أمام فرصة نادرة لتشكيل الحكومة سيفقدها لبنان وسيضع الاستحقاق الرئاسي في مهب الريح»، مشيراً إلى «أن التسهيلات جاءت من الدول العربية والدولية للاستعجال في تشكيل الحكومة تسهيلاً للاستحقاق الرئاسي». ورأى «أن عون على خلاف مع الرئيس نبيه بري الذي يرى أن المداورة خطوة أساسية، إذ سيتولى الشيعة وزارة المال، وهذا أمر يسعون إليه منذ زمن بعيد، والموارنة سيتولون إما الخارجية أو الدفاع، والسنة الداخلية، وسنرى أن شيئاً جدياً في المداورة سيحصل، ما سيفتح المجال إلى وقف التكريس الطائفي لكل وظائف الدولة». واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري أن «النقاش الحاصل لجهة 14 آذار سياسي يتعلق بالبيان الوزاري، أما لجهة 8 آذار فيتعلق بالمحاصصة ومحاولة اكتساب حقائب إضافية». وأوضح أن «مبدأ المداورة فيه روح الديموقراطية والمساواة بين كل القوى والطوائف ولا يجب القول إن هناك حقيبة حكر على طائفة والمداورة فيها مصلحة للجميع». وتمنى عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني «ألا تضع مواقف عون الرافضة المداورة الشاملة، لا سيما وزارة الطاقة، العراقيل أمام تشكيل الحكومة». وشدد على «أن مواقف قوى 14 آذار هي ضرورة الحصول على تطمينات عبرها إدراج إعلان بعبدا كجزء أساسي في البيان الوزاري، وإعادة النظر بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة»، مشيراً إلى أن «هذا موقف موحد نقل إلى الرئيس المكلف تمام سلام من قبل كل الأطراف». لا حكومة من دون «التيار» وأكد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى «أن قوى 8 آذار ستذهب إلى الحكومة مجتمعة وأنه لن تكون هناك حكومة من دون «التيار الوطني الحر» لأنه يمثل فريقاً مسيحياً كبيراً». واستبعد «صيغة حكومة الأمر الواقع بعد تذليل العقد الكبيرة»، مشيراً إلى «أن المفاوضات مستمرة وإيجابية وهناك سعي لحلحلة على رغم المراوحة في مرحلة توزيع الحقائب». ولفت عضو «تكتل التغيير» حكمت ديب إلى أن «هناك من يريد تهميش فريق أساسي في البلد، والتيار الوطني الحر يسهل عملية التأليف ولكن ليس على حساب تمثيل شريحة واسعة». واعتبر أن «التكتل ليس ضد مبدأ المداورة في الوزارات، ولكن عندما نستشف من أي صيغة حكومية ضرباً لقطاع معين أو عرقلة لمشروع معين إن كان بالنفط أو الكهرباء أو مواضيع عدة، وإن كان هناك كيدية لشخص أو لمرجعيته السياسية يصبح الموضوع أمراً مرفوضاً». وتلقى رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوّض اتصالاً هاتفياً مطولاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، جرى فيه عرض لكل الأوضاع الداخلية، وخصوصاً ملف تشكيل الحكومة، وكان التوافق كاملاً حول مقاربة هذا الملف كما تم التشديد على «متانة التحالف بين مختلف مكونات 14 آذار». ولفت نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى أن «خطر التكفيريين بات داهماً ويلزم جميع الأطراف بالإسراع في تشكيل حكومة توافق وطني لنقطع الطريق على الفتنة، ونحن في حزب الله وحركة أمل سنطالب الحكومة بتبني استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب التكفيري». الحريري استأصل المرارة الى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس السابق للحكومة سعد الحريري انه «خضع صباح امس، لعملية استئصال المرارة بالمنظار في المستشفى الأميركي في باريس. وأوضح المكتب ان «العمليّة التي أجراها البروفسور عزيز قرعة والبروفسور جوزيف حبيقة والدكتور ميشال أبيض، دامت لمدّة ساعةٍ كاملة. وطمأن الدكتور عصام ياسين، الطبيب الخاص للحريري، إلى أنّ العملية تكلّلت بالنجاح وأن الحريري سيمكث 24 ساعة في المستشفى للمراقبة، تليها فترة نقاهة تدوم أياماً عدة». وخضع عضو المكتب السياسي ل «تيار المستقبل» عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار» الإعلامي علي حماده لجراحة في المستشفى الأميركي في باريس إثر اعتداء بهدف السرقة تعرض له قبل أيام، سبب له كسوراً في الوجه. ويمضي حماده فترة نقاهة في باريس.