شهدت العاصمة الفرنسية اتصالات مكثفة بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية وانتخابات الرئاسة بين رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري وقياديين في «تيار المستقبل» والسفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الذي زار باريس والتقى الحريري خلال غداء عمل في اول لقاء بينهما منذ ان عيّن هيل سفيراً. والتقى هيل في باريس المدير المعاون لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية السفير مارك باريتي، كما التقى النائب مروان حمادة في عشاء عمل منفرد. وكان التقى ايضاً القائم بالأعمال اللبناني غادي خوري والديبلوماسية رولا نورالدين. في موضوع تشكيل الحكومة، توقع مصدر مطلع على المحادثات ان يتم تشكيلها خلال الاسبوع الجاري، ولو إن هناك نقاشاً داخل قوى 14 آذار بين وجهتي نظر، احداهما تقول ان «حزب الله» وحلفاءه يفتشون عن شرعية ويريدون من 14 آذار تغطية بالقبول بحكومة جامعة وينبغي ألا نعطيهم هذه الشرعية وينبغي بأي طريقة رفض هذا العرض، ومن بين هؤلاء الرافضين نواب مستقلون ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع. والثانية تقول ان الامور في سورية لم تنته بعد وميزان القوى في لبنان لم يتغير بعد وينبغي الدخول في سياسة شراء الوقت لأن الناس في لبنان تعبوا ومصالح العالم معطلة فينبغي الدخول في حكومة تأخذ البلد الى هذه المرحلة. وهي وفق المصدر وجهة نظر الرئيس الحريري، علماً ان معركته مع «حزب الله» طويلة ولم تنته، فدخوله الى حكومة جامعة هو تحصين لجبهته في هذه المرحلة، خصوصاً انه ينطلق من حكومة كانت كلها ل «حزب الله». وهذه الرؤية تبناها الحريري والذين يشاركونه الرأي في 14 آذار لأن «حزب الله» تخلى عن صيغة 9-9-6 لمصلحة 8-8-8. والبعض يرى ان الضعف في الطرح الاول الذي يرفض المشاركة لا يقدم اي بديل سوى الحكومة الحيادية ورئيس الجمهورية لن يسير بها. ثم إن الأسماء المطروحة في حكومة حيادية ليست من بين الكفاءات المعروفة. ومن المتوقع ألا تشارك «القوات اللبنانية» في الحكومة. والحكومة ستكون شخصيات قوية ومبنية على المداورة. ورأى المصدر ان «حزب الله» غيّر موقفه من ال 9-9-6 وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل هذا الموقف. ورأى المصدر ان طاولة الحوار التي انتجت اعلان بعبدا لم يكن سمير جعجع فيها. وأهم ما يجري حالياً ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لن يدخلا في صفقة على كل حقيبة مع كل فريق سياسي وأن الاثنين سيقدمان تشكيلة عادلة ومتوازنة وهذا ما تم الاتفاق عليه. وقال مصدر آخر ان مبدأ المداورة يعني ان الحقائب التي كانت للشيعة تصبح للسنّة ويكون للرئيس ثلاثة وزراء: ماروني وأرثوذوكسي وشيعي. وركزت اتصالات هيل بالمسؤولين الفرنسيين وغيرهم من اللبنانيين ايضاً على ضرورة إجراء المسار الانتخابي للرئاسة وأيضاً على تجنب الفراغ لهذا المنصب في لبنان. ولم يلتق هيل رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية السفير جان فرانسوا جيرو الذي كان في زيارة لطهران. وتوقعت المصادر ان يكون تطرق المسؤول الفرنسي مع المسؤولين في ايران الى موضوع سورية ومؤتمر جنيفولبنان.