يبدو أن مدينة القيروان، أول عاصمة للإسلام في شمال إفريقيا، ستدخل قريباً موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، من خلال أكبر «لمّة» في العالم حول «العصيدة القيروانية العتيقة» التي أقيمت لمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. التظاهرة التي أكد منظّموها أنها حققت هدفها ونجحت في استقطاب آلاف الزوار وساهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية السياحية للمدينة، أرادها أصحابها أيضاً فرصة للترويج للتراث القيروانيوالتونسي. ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافدت أعداد كبيرة الى ساحة أولاد فِرحان، القريبة من جامع عقبة بن نافع حيث أقيمت خيمة عملاقة لاِحتضان «اللمّة». وسعى المنظمون إلى تسجيل هذه الاحتفالية في موسوعة «غينيس» من خلال إعداد أطباق عصيدة ل 1230 شخصاً. وقد تجنّدت من أجل هذا الهدف خمسون امرأة لإعداد العصيدة البيضاء بزيت الزيتون والعسل على الفحم، في أوان من النحاس الذي يعتبر من مميّزات المدينة. فيما قدّمت خمسون مضيفة ارتدين أزياء تقليدية موحدة العصيدة في أطباق من الفخار. وتطلب تحضير هذه الكميّة من العصيدة 120 كيلوغراماً من الطحين و20 ليتراً من زيت الزيتون و25 ليتراً من العسل. ورافقت التظاهرة فقرات فنية ونشاطات ترفيهية، فضلاً عن ابتهالات في مدح الرسول. وأكد زهير بن جماعة المدير الفني للتظاهرة تسجيل رقم قياسي فاق التوقعات في التوقيت وعدد متناولي العصيدة. و «العصيدة البيضاء» أكلة مشهورة جداً في تونس منذ القدم، رافقت الجميع منذ الصغر ولو أنّ إعدادها اقتصر في غالبية المدن على المناسبات الدينية وخاصة في عيد المولد النبوي الشريف. وهي تصنع أساساً من الطحين والماء والزيت، ويُحرّك الخليط بشكل متواصل على نار هادئة، ثمّ توضع في أوان ليُصب فوقها العسل أو السكر مع زيت الزيتون، وتؤكل ساخنة. وفي السنوات الأخيرة أصبحت التونسيات يتفنّن في إعداد أنواع من العصيدة مصنوعة من المكسرات بأنواعها. وعصيدة «الزقوقو» أو الصنوبر الحلبي هي الأكثر شعبية ولا يخلو منها بيت في يوم المولد النبوي الشريف.