أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، بوقف قصف الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، لكن شيوخ العشائر في المدينة جددوا نفيهم وجود التنظيم. ونقلت قناة «العراقية» شبه الرسمية عن المالكي قوله في بيان انه «وجه قوات الجيش بعدم ضرب الأحياء السكنية في الفلوجة ودعا العشائر والأهالي إلى طرد الإرهابيين حتى لا تتعرض أحياؤهم إلى أخطار المواجهة المسلحة». وطاول القصف حيي العسكري والضباط الواقعين قرب الطريق السريع بعدما فقدت القوات الأمنية السيطرة تماماً على المدينة. ولكن عشائر الفلوجة أصدرت أمس بياناً أكدت فيه عدم وجود عناصر مسلحة في المدينة، واستنكرت القصف المكثف على الأحياء السكنية، وانتقدت تصريحات محافظ الأنبار وزعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة. وجاء في البيان: «يستنكر علماء الدين وشيوخ العشائر والمجاهدون من أبناء العشائر ومثقفو الفلوجة القصف الكثيف على الأحياء السكنية وسقوط عدد من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بين قتيل وجريح». وأضاف: «ندين ونستنكر تصريحات السيد المحافظ وأبو ريشة ورئيس مجلس المحافظة وقائد الشرطة بخصوص تصعيد الخطاب الذي يفسر بأنه ضد أهالي الفلوجة». وأشار إلى أنه «في حالة الاعتداء على الفلوجة نحمل أحمد الذيابي (محافظ الأنبار)، وأحمد أبو ريشة وكل من يشارك بذلك مسؤولية إراقة الدماء في الفلوجة وأهالي المدينة قادرون على الدفاع عن مدينتهم ولا يحتاجون من يعاونهم». وأكد البيان أن «لا وجود لعناصر مسلحة في الفلوجة وفي الأحياء والأسواق، والوضع الأمني مستقر بشكل كبير. ومن يريد مصلحة أهل الأنبار لا يكون له وجهان». وتواصلت اليوم المعارك شمال الرمادي وشرقها في وقت مبكر صباح أمس، على ما أفادت مصادر في الشرطة، فيما أكد شهود تعرض قاعدة طارق العسكرية لقصف عناصر «القاعدة». وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية مقتل 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن «حصيلة خسائر التنظيمات الإرهابية ليوم 51 قتيلاً إرهابياً (...) ينتمون إلى تنظيم داعش والقاعدة على الخط السريع ضمن قاطع عمليات الأنبار». وزادت في بيان آخر أن «سلاح الجو ضرب تجمعات تنظيم داعش الإرهابي في قاطع عمليات الأنبار ليلة (أول من) أمس»، ونشر موقع الوزارة الإلكتروني مقطع فيديو يبين «دقة استهداف الإرهابيين من سلاح الجو العراقي».