تحاصر القوات العراقية ومسلحو العشائر في الرمادي والفلوجة مئات المسلحين من تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية - داعش»، وتخوض معهم معارك ضارية لمنعهم من العودة إلى السيطرة على المدينتين. وأكد زعيم «صحوة العراق» الذي استعاد اتصالاته بالحكومة، أحمد أبو ريشة، أن 71 عنصراً من «داعش» قتلوا أمس، بينهم زعيم التنظيم في الأنبار أبو عبد الرحمن البغدادي، كما قتل 32 مدنياً على الأقل. وقد تغير ميزان القوى في الرمادي (مركز محافظة الأنبار) لصالح العشائر وقوات الأمن بعد يومين من انتشار مسلحي «داعش» في أحياء المدينة، فيما يتجه عشائر الفلوجة إلى تشكيل إدارة مدنية جديدة. وقالت مصادر عشائرية في الأنبار إن مئات من مسلحي العشائر، بمساندة قوات الشرطة، طوقوا حي الضباط في الرمادي الذي تمركز فيه عشرات من مقاتلي «داعش» أول من امس، وتمكنوا بعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على الحي وقتل معظم المسلحين فيه. وأفادت المصادر «الحياة» أن العشائر أصبحت أكثر تنظيماً، مؤكدة أن التنسيق مع الفلوجة ليس في أفضل حالاته، مقارنة بالتنسيق مع بلدات هيت وعانة وراوة وحديثة. وبثت قناة «العراقية»، شبه الرسمية امس، نبأ قتل أمير «داعش» في الأنبار أبو عبد الرحمن البغدادي، بعد يومين من انتشار نبأ عن مصرع القائد العسكري المعروف في التنظيم شاكر وهيب الملقب ب «القائد أبو وهيب». وكانت مصادر عشائرية قالت ل «الحياة» صباح أمس، إن عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ينتشرون في أطراف الرمادي والفلوجة، وتحديداً على الخط السريع بين بغداد والفلوجة لمنع وصول الإمدادات العسكرية إلى المحافظة. وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ محمد البجاري ل «الحياة»، إن «اجتماعاً ضم شيوخ عشائر المدينة عقد عصر اليوم (امس) للتباحث في إدارة شؤون المدينة الأمنية والمدنية». وأضاف أن «الاجتماع قرر تأمين بنايات وسط المدينة لعودة عناصر الشرطة المحلية، وكان لبعض الشيوخ تحفظات على عودة بعض الضباط، وتم الاتفاق على إبعادهم». ولفت إلى أنه تم توزيع أبناء العشائر المسلحين على المؤسسات الحكومية لحمايتها، كالمصارف ودوائر الخدمات، وبحث في تشكيل إدارة مدنية واختيار قائمقام جديد يحظى بالقبول العام وتم رفض عودة القائمقام الحالي». وأكد أحمد البو فراج، احد شيوخ عشائر الفلوجة، في اتصال مع «الحياة» امس أن «المدينة اصبحت آمنة اليوم (أمس) ولكن الجيش يواصل قصفه أحياء الضباط والعسكري بالمدفعية». سياسياً، اعتبر الناطق باسم كتلة «متحدون» ظافر العاني ل «الحياة»، أن إطلاق النائب أحمد العلواني، الذي اعتقل قبل أيام، يشكل مدخلاً أساسياً لحل الأزمة مع عشائر الأنبار. وأكد أن «التطورات الأخيرة ساهمت في عزل المالكي سياسياً، حتى عن حلفائه، الذين أجمعوا على أن قراراته فردية تعوزها الحكمة ويستسهل استخدام القوة»، ودعا المالكي إلى الامتناع عن زج الجيش في المدن والاكتفاء بتقديم الدعم للشرطة المحلية والعشائر التي تقاتل تنظيم «القاعدة».