قالت مصادر عشائرية في مدينة الرمادي العراقية أمس الجمعة أنه قُتِلَ 62 مقاتلاً من «داعش» الموالي لتنظيم القاعدة في المدينة ومحيطها. وأعلن رئيس مؤتمر صحوة العراق، الشيخ أحمد أبو ريشة، مقتل 62 من عناصر القاعدة بينهم أمير التنظيم في الأنبار، غرب بغداد، خلال اشتباكات معهم من قِبَل أبناء العشائر وقوات الأمن العراقية. وقال أبو ريشة إن «أبناء العشائر انتقموا من تنظيم داعش الإرهابي بقتل أميرهم في الأنبار أبو عبد الرحمن البغدادي، كما قُتِلَ 16 إرهابياً من عناصر داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في الخالدية و46 آخرون في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)». واستعادت قوة العشائر والشرطة المحلية في محافظة الأنبار العراقية سيطرتها على 80% من أراضي المحافظة، بحسب مصادر رسمية، في الوقت نفسه توعد محافظ الأنبار، أحمد الذيابي، أمس عناصر تنظيم القاعدة ب «معركة حاسمة». وقال المحافظ على صفحته الشخصية في موقع «فيس بوك»: «نحن نستعد لمعركة كبيرة وحاسمة خلال الساعات المقبلة مع الإرهاب في الأنبار»، مشدداً على أن «الاستعدادات اكتملت لمعركة حاسمة ضد الجماعات الإرهابية التي سيطرت على الرمادي والفلوجة بعد سحب الجيش العراقي منها وسيجري تحريرها خلال ساعات». وأشار الذيابي إلى أن «أعداداً كبيرة من أبناء العشائر أنهوا تحضيراتهم لمساندة قوات الشرطة». حصار «داعش» وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة في الأنبار ل «الشرق» أن قوات العشائر مثل لواء البوعساف أو لواء البو محمد حاصرت تنظيم القاعدة وعناصر داعش «دولة العراق والشام الإسلامية» بهدف تطهير المحافظة ككل من هذه التنظيمات. وانتشرت تشكيلات العشائر لتسيطر على الطريق الدولي وتؤمنه لاستخدام المسافرين، وأشارت المصادر إلى تمكن أفراد من عشيرة البو جليب من فرض سيطرتهم على منطقة الزمبور وتأمين الطريق الدولي للسالكين، وذلك بعد فرض سيطرتها على طريق حديثة وطرد المجموعات المسلحة التابعة لداعش التي حاولت السيطرة عليه. وشددت هذه المصادر على أن هيئة التنسيق بين قوات العشائر ومجلس المحافظة والشرطة المحلية تستعد لشن عملية أمنية واسعة في الساعات المقبلة على المناطق التي تسيطر عليها داعش في الأنبار، منوهةً إلى استعداد «قيادة عمليات الأنبار وبإسناد العشائر وصحوة أبناء العراق لشن هجوم مسلح على المناطق التي تسيطر عليها داعش وإعادة رجال الشرطة إلى مراكزهم». دعم الشرطة وعقد مجلس شيوخ الفلوجة وعلماء دين وضباط في الشرطة اجتماعاً عاجلاً مساء أمس الأول، الخميس، في مسجد الأقصى وسط مدينة الفلوجة، وتشير هذه المصادر إلى أن «الاجتماع تمخض عن نقاط عدة من بينها دعم الشرطة المحلية في الفلوجة والمطالبة بالتحاق جميع أفرادها بمراكزهم أو نقاط التفتيش العاملين عليها، وانتشار أبناء العشائر مع الشرطة للعمل على استتباب الأمن وإعادته والقيام بحملة تفتيش واسعة عن العناصر المسلحة وتنظيم القاعدة في المدينة». وفي هذا السياق، دعا علماء ووجهاء وشيوخ الفلوجة أفراد الشرطة المحلية إلى الرجوع إلى مراكزهم بمساندة العشائر من أجل إعادة السيطرة على الوضع الأمني من جديد. وذكر الشيخ محمد الحلبوسي، أحد شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة، أن «العشائر في محافظة الأنبار تدعو أبناءنا من أفراد الشرطة المحلية إلى العودة لمراكزهم والتمركز في المقرات والسيطرات الأمنية من جديد وبمساندة العشائر الأنبارية من أجل استتباب الوضع الأمني من جديد في مدينة الفلوجة بعد السيطرة عليها من قِبَل عناصر خارجة على القانون». وأكد الحلبوسي، في تصريحات صحفية، أن «عشائر الأنبار لن تسمح للمفسدين بإشاعة الفوضى والعبث بالمؤسسات الرسمية وسرقة ممتلكاتها، كما أنها لن تسمح بالاعتداء على الشرطة المحلية مهما كان السبب». وكانت وزارة الداخلية دعت في بيانٍ لها كافة الضباط والمنتسبين العاملين في محافظة الأنبار، الذين تركوا واجباتهم ومقرات عملهم، إلى الالتحاق فوراً، وأضاف البيان أن «خديعة أعداء العراق لم ولن تنطلي على أبناء محافظة الأنبار الكرام بشيوخها وشبابها وشرطتها الوطنية، وهم عاقدون العزم على اجتثاث الإرهاب من جذوره، وفي الوقت الذي تهيب به الوزارة وتشحذ همم أبطالها النجباء فإنها لن تتوانى في محاسبة من يثبت تقصيره عن نجدة أبناء وطنه وحماية الأرواح والأعراض والأموال». فيما أعلن الناطق باسم عمليات بغداد، العميد سعد معن، أن قوة من الفرقة الرابعة «اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة حاولت القرب بعجلاتهم على قاطع الفرقة في منطقة الزيدان غربي بغداد»، وأشار في بيانٍ له إلى «تكبد الإرهابيين خسائر فادحة بعد مساندة طيران الجيش والقصف بالمدفعية الثقيلة، ما دفع المتبقين من المجموعات الإرهابية إلى الهرب بعد الهزيمة باتجاه مدينة الفلوجة». وانتشرت أمس الجمعة قوات من الشرطة وأبناء العشائر في أغلب تقاطعات مدينة الفلوجة بعد يومٍ دامٍ أدى إلى إحراق أربعة مراكز للشرطة وهروب المحتجزين في مديرية شرطة الفلوجة ومديرية الجرائم الكبرى في المدينة. وقال قائد شرطة الأنبار، اللواء هادي رزيج، في تصريح صحفي إن «الوضع الأمني في الفلوجة مستقر نسبيا الجمعة برغم وجود بعض الخروقات البسيطة التي حصلت بين أفراد الأجهزة الأمنية والمسلحين». واعتبر أن للعشائر وشيوخها وعلماء الدين الدور الأبرز في توعية المواطنين وانتشارهم لحماية الممتلكات العامة ومساندتهم للأجهزة الأمنية في العودة إلى نقاط التفتيش. بدورها، أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن مقتل 10 واعتقال اثنين من تنظيم داعش في الرمادي مركز المحافظة. وذكرت قناة العراقية شبه الرسمية أن «عمليات الأنبار أعلنت عن قيام قوة من الرد السريع بقتل 10 واعتقال اثنين من تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الملاحمة بمدينة الرمادي». وأضافت أن «جهاز مكافحة الإرهاب تمكن من قتل العشرات من إرهابيي داعش في منطقتي الحميرة والطاش في الرمادي».