تفادت حكومة رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي أزاروف أمس، تصويتاً لحجب الثقة عنها في البرلمان، إذ لم يوافق إلا 186 من اصل 450 نائباً على الاقتراح الذي قدمته المعارضة على خلفية تدهور الأوضاع السياسية في البلاد منذ ان تراجعت كييف، بضغط من موسكو، في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن توقيع اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي. تزامن ذلك مع مغادرة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الى الصين، واضطرار البنك المركزي الأوكراني الى طمأنة العملاء الى ان مدخراتهم آمنة، وأن لا حاجة الى سحبها تحت وطأة الذعر. وتعهد أزاروف، في كلمة أمام النواب قبل التصويت، اجراء تعديلات واسعة في حكومته، واستخلاص العبر من الاحتجاجات التي اعتذر عن استخدام القوة المفرطة فيها، والذي نددت به غالبية العواصم الأوروبية. ودافع عن موقف الحكومة من الأزمة، داعياً النواب إلى منع تكرار «الثورة البرتقالية» عام 2004، حين أدت احتجاجات وتظاهرات حاشدة نظمتها المعارضة عام 2004 إلى إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي كسبها يانوكوفيتش، وإجراء جولة إعادة فاز فيها منافسه الموالي للغرب فيكتور يوشينكو. وتجمّع حوالى 3 آلاف محتج أمام مقر البرلمان الذي فرضت قوات خاصة طوقاً أمنياً حوله شمل أيضاً حديقة «مارينسكي» المجاورة حيث باشر أنصار حزب الأقاليم الحاكم والرئيس يانوكوفيتش اعتصاماً مفتوحاً لتأكيد دعمهم نهج الحكومة. وقال النائب السابق عن «حزب المناطق» الحاكم، يوري بولديريف: «ستستمر تظاهرة التأييد للرئيس يانوكوفيتش وحزبنا الى أجل غير مسمى»، ووصف التظاهرات المناهضة للحكومة بأنها «محاولة انقلابية فاشية». وأول من امس، حاصر آلاف من المتظاهرين الموالين للغرب مبنى الحكومة في العاصمة كييف، ما دفع رئيس الوزراء ازاروف الى اعلان عدم قدرة الحكومة على تنفيذ مهماتها الرئيسية، «ما قد يؤثر في تسديد الرواتب ومعاشات التقاعد»، فيما اعلنت وزارة الداخلية اعتقال 9 أشخاص بتهمة ارتكاب أعمال شغب أمام الديوان الرئاسي، علماً ان عشرات الأشخاص بينهم صحافيون وشرطيون أصيبوا بجروح في مواجهات اندلعت الأحد الماضي. وكان لافتاً دعوة فرنسا المعارض الأوكراني البارز فيتالي كليتشكو لزيارة باريس، لبحث التظاهرات المناهضة للحكومة الأوكرانية. وقال رئيس الوزراء الفرنسي لوران فابيوس: «ابلغنا كليتشكو في رسالة استعدادنا للقائه في باريس، علماً ان الرئيس فرانسوا هولاند التقى يانوكوفيتش خلال قمة الاتحاد الاوروبي في فيلنيوس الأسبوع الماضي». وأضاف: «لسنا معنيين بالتدخل في قضايا داخلية، لكننا تحدثنا مع يانوكوفيتش، ويبدو من الطبيعي ان نلتقي كليتشكو ما دامت تيموشينكو في السجن»، في اشارة الى زعيمة المعارضة الأوكرانية السجينة يوليا تيموشينكو. الى ذلك، توجه الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند الى كييف لمحاولة»خفض التوتر والنظر في امكان اجراء حوار» بين المعارضة والحكومة.