حمّل رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف روسيا أمس، مسؤولية قرار كييف تجميد توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، فيما واصل معارضون موالون للاتحاد احتجاجهم في أوكرانيا، متحدّين برداً قارساً. وقال أزاروف: «إن روسيا اقترحت تأجيل التوقيع وبدء مفاوضات»، مشيراً إلى انه لم يتم الاتفاق مع موسكو على شيء حول تعويضات عن الاتفاق. وأضاف: «سنبدأ الشهر المقبل مفاوضات مع روسيا حول إعادة العلاقات الطبيعية التجارية والاقتصادية». واعتبر أزاروف أن الاتحاد الأوروبي لم يقدّم لأوكرانيا «دعماً لازماً عندما كان ذلك ضرورياً، بل تصريحات» فقط. كما اتهم صندوق النقد الدولي بتشديد شروط منح أوكرانيا قرضاً، معتبراً أنه «إما لا يفهم الوضع الاقتصادي في أوكرانيا، أو يتعمّد تقديم شروط غير مقبولة». ونبّه إلى أن أوكرانيا «ليست ميدان قتال بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار مصالحنا». ولفت أزاروف إلى أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش سيجري «مشاورات» في فيلنيوس الخميس والجمعة، حول إمكان إبرام اتفاق شراكة في وقت لاحق، مضيفاً: «نريد أن نجري مناقشات ثلاثية للمشكلات»، أي مع روسيا والاتحاد الأوروبي. وزاد: «أن روسيا وافقت على الاقتراح والكرة الآن في ملعب الاتحاد». في السياق ذاته، أوردت صحيفة «غازيتا فيبورجا» البولندية أن القمة الأوروبية حول الشراكة الشرقية ستتبنى في فيلنيوس، إعلاناً «يشجع دول أوروبا الشرقية على إجراء إصلاحات والتقرّب من الغرب»، معتبرة أنه «سيوجّه تحذيراً مبطناً إلى روسيا ضد تدخلها في الشؤون الداخلية لجاراتها». وواصل المعارضون الموالون لأوروبا في أوكرانيا تحركاتهم، خصوصاً في ساحة قريبة من مقر الحكومة في كييف، حيث نصبوا خياماً على رغم البرد القارس، رافعين لافتة كُتب عليها «من أجل التقارب مع أوروبا»! وطلب جهاز الاستخبارات الأوكراني إطلاق ملاحقات ضد متظاهرين، هاجموا أفراداً منه كانوا في باص، «مهمة رصد اتصالات لاسلكية محتملة، يمكن أن تتيح تفجير عبوة ناسفة». وأعلنت زعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو أنها «بدأت إضراباً مفتوحاً عن الطعام، لمطالبة يانوكوفيتش بتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي».