حاول مئات من المتظاهرين الذين يطالبون برحيل رئيسة الحكومة ينغلوك شيناوترا أمس اقتحام الحواجز للدخول الى مقر الحكومة الذي يخضع لحراسة مشددة، فيما وعد سوثيب ثوغسوبان نائب رئيس الوزراء السابق والوجه البارز في الحركة التي رفضت دعوات السلطة إلى الحوار، بأن يكون «الأول من كانون الأول (ديسمبر) يوم النصر». وطلبت الشرطة تعزيزات من الجيش الذي سيرسل حوالى 3 آلاف من عناصره، فيما تحدثت مصادر طبية في بانكوك عن جرح شخصين بالرصاص خلال مواجهات. وقال بيا يوتايو: «حاول نحو ألفي متظاهر الضغط على الشرطة»، موضحاً أنهم كدسوا أكياساً من الرمل للمرور فوق الأسلاك الشائكة، كما هاجمت مجموعة من المتظاهرين باصاً يحمل عدداً من «القمصان الحمر» الموالين للحكومة كانوا متوجهين إلى تظاهرة ينظمونها في ملعب رياضي على الجانب الآخر من بانكوك، وألقوا عليه الحجارة. وأغلقت الشرطة طريقاً مجاوراً منعاً لمزيد من المواجهات بين المتظاهرين والقمصان الحمر الذين تجمّع عشرات الآلاف منهم. وعدت التوترات الأكبر التي تشهدها البلاد منذ تظاهرات 2010 التي خلفت عشرات القتلى في حملة قمع شنّها الجيش. ويتحد المحتجون وهم خليط من أنصار الملكية والجنوبيين وأبناء الطبقة الوسطى من سكان المدن الذين يزيد عددهم أحياناً عن عشرات الآلاف، في استيائهم من شقيق رئيسة الوزراء تاكسين شيناوترا، رئيس الوزراء السابق. وكان توزّع نحو 10 آلاف متظاهر مناهضين لينغلوك شيناوترا أمس، في أماكن مختلفة من العاصمة بانكوك، حيث حاصروا عدداً من الإدارات العامة هذا الأسبوع واحتلوا أخرى، بينها وزارة المالية ومقرّ قيادة سلاح البر لفترة قصيرة. في وقت دعا قادة الحركة إلى القيام بمحاولة أخيرة للسيطرة قبل عيد مولد الملك بوميبول الخميس المقبل، خشية أن تؤدي الاحتفالات التقليدية بهذه المناسبة إلى تراجع في تعبئة المتظاهرين. وتوجّه متظاهرون، الذين لم تتضح استراتيجيتهم كثيراً، إلى مقري مجموعتين عامتين للاتصالات، «منظمة الهاتف التايلاندية» و «هيئة الاتصالات التايلاندية». لكن وزارة تكنولوجيات الإعلام والاتصالات أكدت أن الاتصالات لن تتأثر. وقد اندلع غضب المعارضة بسبب مشروع قانون عفو اعتبروا أنه مُعد خصيصاً لإتاحة عودة رئيس الوزراء السابق، الذي لا يزال يؤدي دوراً حاسماً على الساحة السياسية في المملكة، من منفاه الذي اختاره هرباً من حكم عليه بالسجن بتهمة الاختلاس المالي. لكن حتى الآن جرى كل شيء من دون عنف في أجواء عيد أكثر منها أجواء انتفاضة. وكرر نائب رئيسة الوزراء براشا برومنوغ عبر التلفزيون أمس «أن رئيسة الوزراء أصدرت أوامر واضحة إلى السلطات لإبداء التسامح إزاء المتظاهرين وعدم استخدام العنف». واعتبر جاتوبورن برومبان أحد قادة «القمصان الحمر» والذين يتجمّعون في ستاد ببانكوك، «أن تكتيك سوثيب يرمي إلى استفزاز الحكومة لتستخدم العنف ضدهم وليتدخّل الجيش». وكان المتظاهرون دخلوا أول من أمس إلى مقر قيادة سلاح البر وطلبوا من العسكر الانضمام اليهم، في بلد شهد 18 انقلاباً عسكرياً أو محاولة انقلابية منذ قيام النظام الملكي الدستوري في العام 1932.