يتصدّى المغامر اللبناني مكسيم شعيا لتحدٍ جديد بدءاً من تموز (يوليو) المقبل. والهدف عملية «ريو» أو عبور المحيط الهندي تجذيفاً. شعيا الذي سبق أن بلغ القمم السبع الأعلى في العالم ومنها قمة ايفرست (أيار/مايو 2006)، واجتاز على مزلاجين القطبين الشمالي والجنوبي (نيسان/أبريل 2009)، يتحضّر لمغامرة فريدة انطلاقاً من الساحل الغربي لأستراليا (قرب بيرث) وصولاً إلى الساحل الشرقي لأفريقيا وتحديداً جزر موريشيوس. 6500 كيلومتر سيجتازها مع مغامرين آخرين على متن زورق طوله 8,8 متر مجهّز بأحدث التقنيات لضمان سلامة الطاقم، في ظل الخشية الدائمة واليقظة من «غدرات الطبيعة وعواديها». ويدرك الطاقم جيداً أنه بعد الانطلاق، لا مجال للعودة بل إكمال المسار وتحمّل ظروف الطقس ومزاج الرياح والأمواج. شعيا الذي راكم خبرات وحقق شهرة مدوية، يؤكد مجدداً أن أساس النجاح في مهمته الجديدة «التركيز الذهني والتصميم». فعامل الإرادة الذي يتسلّح به «مقياس لأي نجاح وتحويل الأحلام إلى وقائع». أما رفيقا شعيا في رحلته فهما مخرج الأفلام الوثائقية والمغامرات الشيقة البريطاني ستيورات كيرشو (33 سنة) وليفار نيستد (42 سنة) من جزر فارو. وحاز كيرشو جوائز عالمية عدة وسبق أن عبر من غران كاناريا إلى باربادوس (المحيط الأطلسي) عام 2008 في 33 يوماً و7 ساعات و30 دقيقة. واجتاز نيستد شمال الأطلسي عام 2010 على متن قارب تجذيف (أرتميس) في 44 يوماً محطماً أقدم رقم قياسي ب11 يوماً، وسيعبر للمرة الأولى أيضاً المحيط الهندي. سينطلق شعيا من «أعالي الجبال إلى أعالي البحار» متناوباً وزميليه على التجذيف 14 ساعة يومياً. ويتوقعون أن ينجزوا مهمتهم في مدة تتراوح بين 70 و95 يوماً، واضعين في الاعتبار كيفية التأقلم في رحلتهم «البدنية والذهنية» مع دوران البحر ومجرى التيار وسرعة الريح التي تجعل الأمواج جبالاً تهدد زورقهم، ومصادفتهم أسماكاً عملاقة، منها القرش ودلافين، وأعاصير مدارية يُحتمل أن تهبّ أحياناً، وسفناً ربما تائهة، من هنا ضرورة اليقظة تحاشياً لاصطدام.