من النقطة الأبعد في القطب الشمالي، أجرى المغامر مكسيم شعيا اتصالاً بالرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان عصر أول من أمس و «بشّره» بانجاز «رحلته الحلم» وغرسه علم لبنان في الدرجة 90 (محور العالم شمالاً) بعدما أتم مهمة انطلق بها في 3 آذار (مارس) الماضي، وتطلبت 53 يوماً من التصميم والمثابرة و «نكران الذات» سيراً على مزلاجين من الدرجة 83، أي أنه اجتاز وزميلاه الأميركي ستيوارت سميث والكندي لوني دوبري أكثر من 800 كلم، جارين خلفهم معداتهم وزادهم، متحدين الظروف المناخية القاسية ووحشة الطبيعة وظلمة جليدية مخيفة. بات اللبناني شعيا (48 سنة) واحداً من نخبة قليلة لا يتعدى عدد أفرادها 12 شخصاً، تمكنت من بلوغ «الأقطاب الثلاثة»، أي القطبين الشمالي والجنوبي وتسلّق قمة ايفيرست. وهو وصل الى سقف العالم (ايفيرست) في 15 أيار (مايو) 2005، والى القطب الجنوبي في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2007. توّج شعيا وزميلاه حملة «بعثة بيري المئوية» انطلاقاً من جزيرة وورد هنت الكندية التي يقطنها خمسة أشخاص فقط، بعد مئة سنة على مغادرة روبرت أ. بيري وماثيو أ. هنسن وفريق من الاسكيمو الانوي شمال كندا، ليبلغوا القطب الشمالي، علماً أن هذا الانجاز لا يزال موضع جدل. وحين تلقى الرئيس اللبناني اتصال شعيا هنّأه مثنياً على روح التحدي والمغامرة والشباب «لأن لبنان يحتاج الى هذه الروح لتخطي الصعوبات، لا سيما أن منطقة القطب الشمالي تشكل أحد أكثر الأماكن خطورة لأنها تشمل محيطاً عمقه أكثرمن أربعة آلاف متر يغطيه جليد متنقل. والمعلومات المتوافرة عن سطح القمر تفوق تلك المتاحة عن باطن «لوح الجليد المهيب» هذا، الذي يتضاءل على نحو خطر بسبب الاحتباس الحراري. وأمس، أقلت مروحية روسية شعيا وزميليه الى قاعدة في بارنيو، ومنها استقلوا طائرة الى النروج. وتتوقع عودة شعيا الى لبنان غداً عبر فرانكفورت، ليرتاح بين الأهل والأصدقاء.