باريس - أ ف ب - أوقف الفرنسي ماتيو بونييه المرحلة الاولى من رحلته التي بدأها في منتصف تموز (يوليو) لعبور ممر الشمال الغربي الذي يصل المحيط الاطلسي بالمحيط الهادئ في المنطقة المتجمدة من شمال الكرة الارضية، وحيداً على متن زورق جراء انحراف كتل جليدية. وقال بونييه البالغ من العمر 52 سنة: «تمكنت من التجذيف لمسافة تزيد عن 2500 كيلومتر في بحر بافين والممر الشمالي الغربي، وما زلت على قيد الحياة». في تموز الماضي سجل هذا المغامر سابقة اذ عبر المياه المتجمدة في بحر بافن، بين غرينلاند وكندا، مجذفاً بيديه. بعد ذلك عرّج على «ممر الشمال الغربي» الذي يصل المحيط الاطلسي بالمحيط الهادئ عبر مضيق بهرينغ، مجتازاً جزر المحيط المتجمد الشمالي الواقعة في الشمال الكندي الكبير. وسجل ماتيو سابقة في محاولة للقيام بهذه الرحلة وحيداً على متن زورق طوله سبعة أمتار وعرضه 1,40 متر، ويزن 160 كيلوغراماً. وقال ماتيو في حديث لوكالة «فرانس برس»: «كانت الرحلة الممتدة على مسافة 500 كيلومتر مرهقة جداً في بحر بافين المتجمد والمقفر، وسط الرياح التي تهب في كل الاتجاهات، ووسط جبال الجليد». وسارت الأمور على ما يرام وصولاً الى خليج ريزوليوت (في الممر الشمالي)، غير ان الأمور ساءت على مسافة 1500 كيلومتر من خليج كامبريدج. فقد هبت رياح المنطقة المتجمدة على غير ما توقعته الأجهزة العلمية، اذ عصفت ريح عاتية معاكسة قلّ نظيرها، تبعها انطلاق كتل جليدية ضخمة على سطح المياه. أولى تلك الكتل الجليدية الضخمة سماها ماتيو «المطار». وقال: «شعرت أنني في مدرج للطائرات، اذ كانت الاصوات تصم الآذان. وتسببت الكتل بتدفقات مياه الى الأعلى وصلت الى 15 متراً بسبب الضغط». وأضاف: «علمت انه ينبغي ألا أصاب بالذعر، فاذا كسرت مجذافاً، ذلك يعني أنني سأموت لا محالة. كان علي أن أجد حلاً سريعاً، هل أجذف ام لا؟ لا بد من أنني سأُسحق تحت هذه الكتلة الجليدية او تلك، إنها كارثة محققة». بعد ذلك، توجه ماتيو الى الغرب بين كتل الجليد، غير أن بطاريات الزورق توقفت عن العمل، ما يعني انقطاع الطاقة والهاتف والماء وأجهزة الملاحة، وتقنية القيادة الآلية. وروى: «بسبب السرعة والأمواج، كنت أجتاز الجليد بسرعة قصوى، فطار المقود مع الهواء مثل الشراع. لا مقود، اي انني صرت عاجزاً عن التحكم بالزورق، شعرت ان نهايتي اقتربت». لكنه صمد حتى وصل الى خليج كامبريدج حيث تلقفته سفينة إنقاذ.