ب"الزلغوطة" الزغرتاوية استقبل شفيق غزالة في مارينا ضبيه (شمال بيروت) إثر إنجازه مغامرة مرهقة تمثلت بالتجذيف من مرفأ "كاب غريكو" القبرصي نحو الشاطئ اللبناني على متن قاربه في رحلة دامت أقل من يومين. وكانت الأمواج العاتية التي ضربت الشاطىء القبرصي حالت دون قيام غزالة بمهمته في 20 أيار (مايو) الماضي. وخلال رحلته, وهي الأولى من نوعها في المنطقة, واكب غزالة فريق طبي وتدريبي متخصص بالتغذية وطراد من قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" في المياه الدولية، وآخر من القوات البحرية التابعة للجيش اللبناني والدفاع المدني في المياه الإقليمية. وبلغت المسافة التي اجتازها غزاله نحو 200 كلم. ووصل إلى مارينا ضبيه مساء الأحد حيث استقبله مسؤولون رسميون ورياضيون وإعلاميون وجمهور، خصوصاً أقرباؤه وأصدقاؤه من بلدته زغرتا. وأعلن غزاله أنه نجح في رهانه واستطاع القيام بأكثر من 40 ألف حركة تجذيف باليدين خلال رحلته التي دامت 38 ساعة, علماً أنه بلغ الشاطىء اللبناني قبل نحو 8 ساعات من الموعد المحدد، "لأن الأمور سارت على ما يرام". وأضاف أنه فخور بإنجاز المهمة التي خطط لها منذ زمن طويل, وأن مغامرته التالية ستكون اجتياز الشاطىء اللبناني من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال (نحو 220 كلم) بعد أسابيع قليلة، سعياً إلى تحقيق رقم قياسي. واستعدادا لمهمته, وهي الأولى من نوعها في المنطقة, خضع غزالة، الذي مثّل لبنان في الدورة الرياضية العربية عام 2007، لنظام غذائي خاص لمدة سنة مع تدريب يومي، ولتمارين مكثفة حتى في فصل الشتاء على جهاز "كونسيبت 2" (التجذيف الإفتراضي) الذي ساعده على تحريك عضلاته والبقاء في لياقة جيدة. وأوضح غزالة ل"دار الحياة" أن التدريب على التحمّل وتعزيز اللياقة البدنية شمل ركوب الدراجة الهوائية والجري والمشي على الثلج. ولفت إلى أن الأصعب في المهمة كان العامل النفسي، ف"عندما تفكّر في مسافة ال200 كلم تشعر بوطأة الأمر، لكن بعدما اجتزت نصف المسافة بدت الحال سهلة، خصوصاً أن الظروف الطبيعية والمناخية كانت مناسبة جداً، لا سيما الموج الهادىء في المياه الدولية ووصولنا إلى الساحل اللبناني قبل هبوب الريح". كان غزالة يرتاح مدة دقيقيتن كلما اجتاز 5 كيلومترات، وشرب 20 ليتراً من الماء واقتصر طعامه على التمر و3 "سندويشات" زعتر ليستمد الطاقة التي احتاجها. وكشف المدرّب وليد دياب ل"دار الحياة" أن جهوز غزالة وتحضيراته الجيدة أسهمت في بلوغ مراده. وتغلّبه على التعب والنعاس مرده إلى أن الإنسان عندما يكون في حركة دائمة يرفض جسده النوم. وزاد: "لم تتعدَ 30 دقيقة أطول مدة ارتاح فيها وأخذ قيلولة مفيدة. وعندما لاح أمامه الشاطىء اللبناني زادت حماسته وتضاعفت سرعة تجذيفه". يذكر أن معدّل السرعة التي حققها غزالة قاربت ال5 كيلومترات في الساعة. وكان دياب يتابعه ليلبي طلباته ويرشده ويبث فيه المعنويات وينسّق مع الأجهزة والهيئات المواكبة.