أعلنت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أمس أن 25 أسيراً يعانون من أمراض السرطان المختلفة. وأوضحت في تقرير لها أن معدلات الإصابة بالأمراض الخبيثة بين الأسرى الفلسطينيين تزايدت في شكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة الإهمال الطبي، والظروف غير الصحية لأماكن الاعتقال، والقهر النفسي الذي يتعرض له الأسرى. وقالت إن ما يفاقم خطورة هذه الأمراض أنها تكتشف متأخره نتيجة الإهمال في الفحص وعدم توافر الرعاية الطبية. وتعتقل السلطات الإسرائيلية حوالى خمسة آلاف أسير، بينهم 107 أسرى معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993. وقالت الوزارة إن الأسير ميسرة أبو حمدية (63 عاماً) المحكوم بالسجن المؤبد، والذي نقل إلى المستشفى قبل أيام بعد تدهور حالته الصحية في شكل خطير، يشكل نموذجاً لقلة الرعاية الطبية والعلاج، إذ اكتشف إصابته بسرطان الحنجرة في وقت متأخر. وقالت إن 21 أسيراً في سجن «إيشل» الذي يعتقل فيه أبو حمدية، دخلوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام ابتداء من أول من أمس احتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي، وللمطالبة بإطلاق الأسرى المرضى، وعلى رأسهم أبو حمدية. وأعلنت منظمات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى أن السجانين اقتحموا سجن «إيشل» واعتدوا على الأسرى المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أنه جرى تكبيلهم واقتيادهم إلى الزنازين. وقالت وزارة الأسرى إن حركة الإضراب توسعت أمس وشملت عدداً كبيراً من السجون احتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي. واستعرض تقرير الوزارة أسماء عدد من الأسرى المصابين بأمراض السرطان، مثل الأسير معتصم رداد (27 عاماً) من قرية صيدا قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية، والمحكوم بالسجن 25 سنة. وقال التقرير إنه يعاني من التهابات وأورام سرطانية في الأمعاء ونزيف دموي حاد ومتواصل وآلام شديدة أدت إلى إصابته بفقر الدم. وأشارت إلى انه بدأ يشكو من هذه الآلام منذ بداية اعتقاله عام 2006، ولم يتم إجراء الفحوص اللازمة له وإعطاؤه العلاج في الوقت المناسب، ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية. وأشارت إلى انه تلقى أخيراً علاجاً كيماوياً، لكن أطباءه أبلغوه أن مرضه دائم، ولا يمكن الشفاء منه. كما أشارت إلى الأسير عامر محمد بحر (31 عاماً) من بلدة أبو ديس قرب القدس، والمحكوم بالسجن 10 سنوات، والذي يعاني أوراماً خبيثة والتهابات حادة في الأمعاء والقولون. وذكر التقرير أن إدارة السجن ماطلت في إعطائه العلاج اللازم منذ عامين، ما أدى إلى تطور الالتهابات في شكل حاد لديه. ونقل محامي الوزارة عن الأسير بحر أنه ينزف الدماء خلال التبول، وأنه أبلغ لدى نقله إلى مستشفى «سوروكا» أن عدم إعطائه العلاج منذ البداية هو سبب تفاقم مرضه وسوء حالته. كما أشارت الوزارة إلى الأسير فواز بعارة (38 عاماً) من نابلس شمال الضفة الغربية، والمحكوم بالسجن 4 مؤبدات و47 عاماً، ويعاني من مرض السرطان في الرأس والرقبة. ورجحت إصابته بالمرض نتيجة الحالة غير الصحية في السجن، وقالت: «رفضت إدارة السجون طلبه إدخال طبيب لإجراء الفحوص اللازمة له، ويتم علاجه بالكيماوي، لكنه لا يشعر بتحسن وضعه الصحي». وفي موضوع الأسير أبو حمدية، أعلن وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أنه بات هناك إمكانية لإفراج سلطات الاحتلال عنه. غير أن رئيس نادي الأسير قدورة فارس شكا من ان إدارة السجون الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) يتباطآن في تشكيل اللجنة الطبية المكلفة إصدار قرار إطلاق الأسير المريض. وقال فارس في بيان أمس إن هذا العمل ليس بغريب، فهذا ما تقوم به إسرائيل عادة حيال أي أسير مريض، وتقرر أخيراً الإفراج عنه عندما تتيقن أنه وصل إلى مرحلة الموت. وأردف أن جهوداً كبيرة تبذل على المستوى القانوني والسياسي للإفراج العاجل عن أبو حمدية، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية تتابع قضيته في شكل حثيث. وأكد أن وضع أبو حمدية لا يمكن أن يحتمل. وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، مطالباً المؤسسات الحقوقية الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يجري بحق الأسرى المرضى. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الإعلام الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت في النصف الثاني من آذار (مارس) الماضي 24 طفلاً وفتى تحت الثامنة عشرة من العمر. وقالت إن عشرات الأطفال تعرضوا في الوقت ذاته إلى اعتداءات المستوطنين، خصوصاً في مدينة القدسالمحتلة حيث يقيم مستوطنون في عشرات البؤر الاسيتطانية التي استولوا عليها. كما أصيب أول من أمس عدد من الأطفال نتيجة تعرض حافلتهم إلى الرشق بالحجارة على الطريق العام بين رام الله نابلس.