جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه أمن اسرائيل والحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة، فيما أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو «التزام اسرائيل السلام وحل الدولتين لشعبين». وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحافي مشترك في ختام اجتماع استمر ثلاث ساعات في القدسالمحتلة في مستهل زيارة اوباما الأولى الى اسرئيل كرئيس للولايات المتحدة. ونوّه نتانياهو ب»الجهود الأميركية الكبيرة لوقف المشروع النووي الايراني»، مشيراً في الوقت نفسه الى ان «العقوبات الاقتصادية والجهود الديبلوماسية لم توقف ايران، ويجب أن يضاف إليها تهديد عسكري واضح»، وشدد على انه «لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ولن تتنازل عن هذا الحق». وأضاف نتانياهو ان «اسرائيل ملتزمة تماماً بالحل السلمي وخيار الدولتين لشعبين» وتحدث عن الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين «من دون شروط مسبقة»، وتحدث عن «تنازلات تاريخية» تنهي الصراع. وجدد الرئيس الأميركي الالتزام الولاياتالمتحدة بأمن اسرائيل «وسنحافظ على تفوقها». ولفت الى ان «التعاون الأمني بيننا اليوم أقوى من أي وقت مضى، وندرس توسيع المساعدات الأمنية لإسرائيل وتمديد الاتفاقات الأمنية إلى ما بعد العام 2017». وأضاف: «تحدثنا عن كيفية دفع حل الدولتين». واعتبر ان «السلم الدائم يعني دولة اسرائيلية آمنة ودولة فلسطينية ذات سيادة، وسندرس خطوات تعزز بناء الثقة بين الطرفين». وجدد اوباما موقف ادارته من الأزمة السورية قائلاً ان الرئيس بشار «الأسد فقد الصدقية والشرعية وعليه ترك السلطة»، واعتبر ان «استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري سيكون خطأ مأسويا وخطيرا. وسندرس بجدية ما إذا تم استخدام سلاح كيماوي في سورية، وما إذا تم تجاوز الخط الأحمر في سورية». وشدد على ان الاسد «سيحاسب اذا كان تم استخدام اسلحة كيماوية او نقلها لارهابيين». وبعدما شكك الرئيس الاميركي باستخدام المعارضة السورية سلاحا كيماويا، حذر من ان استخدام «الاسد السلاح الكيماوي سيغير قواعد اللعبة». ومن المقرر ان يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القدسالمحتلة السبت للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي «للبحث في نتائج زيارة اوباما بعد توقف في رام الله وعمان، ولمناقشة الخطوات المقبلة بشأن القضايا الرئيسية» كما صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية. ويصل الرئيس الأميركي صباح اليوم الى رام الله ليلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، ثم يزور «مركز شباب البيرة» حيث يلتقي مجموعة شبابية فلسطينية في ظل اجراءات امنية مشددة، على ان يعود بعد الظهر الى القدسالمحتلة ليلقي خطاباً امام شبان اسرائيليين. وكان الرئيس الاميركي، أكد بعيد وصوله ظهر أمس الى مطار بن غوريون في اول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة الى الدولة العبرية، ان التحالف بين الولاياتالمتحدة واسرائيل «ابدي» وشدد على ان «السلام يجب ان يأتي الى الاراضي المقدسة. ولن نفقد الامل برؤية اسرائيل في سلام مع جيرانها»، فيما أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن شكره للرئيس الاميركي لدفاعه عن حق اسرائيل في الدفاع عن وجودها. وكان لافتاً فتور الرأي العام الاسرائيلي في استقبال الرئيس الأميركي، إذ بدا الجمهور الاسرائيلي متشوقاً لوصول نجم كرة القدم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو مع منتخب بلاده إلى تل ابيب للقاء المنتخب الإسرائيلي غداً أكثر من وصول أوباما. واستبعد معلقون أن ينجح الرئيس الأميركي في تحريك الملف الفلسطيني في ظل الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي يسيطر عليها اليمين المتشدد ويحتل ممثلو المستوطنين («البيت اليهودي») مكانةً نافذةً فيها. ورأى معلقون أن لا أساس للمخاوف التي أبداها بعض قادة المستوطنين أمس من أن تؤدي زيارة اوباما الى اسرائيل إلى تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وكان زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أعلن عشية تشكيل الحكومة أن حزبه سيرفض أي تجميد للبناء في المستوطنات في مقابل استئناف المفاوضات. كما يرفض حزب «البيت اليهودي» طرح هذه المسألة على جدول أعمال الحكومة، فيما يُتوقع أن يساند هذا الموقف معظم نواب «ليكود» المحسوبين على المعسكر المتشدد. وكان قادة مجلس الاستيطان وجهوا الدعوة للرئيس اوباما لزيارة إحدى المستوطنات «لتقديم وجهة نظر اخرى عن الوضع على الأرض وعن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل اتخاذ قرارات في المستقبل». كما بدد رئيس «المجلس الاستيطاني في يهودا والسامرة» مخاوف أترابه من احتمال تجميد الاستيطان وقال ان «الرئيس الاميركي يفهم ان العائق أمام السلام لا يأتي من المستوطنات بل من رفض الفلسطينيين العودة إلى المفاوضات». وأشار الى انه «لا يوجد اي فرصة لاتفاق معهم حول اقامة دولة مستقلة» لهم.