وجهت الادارة الاميركية تحذيراً مباشراً الى الحكومة الاسرائيلية من القيام بأي «خطوات انفرادية» تستبق نتائج المفاوضات النهائية مع الفلسطينيين، وقالت ان «أي خطوات تستبق نتائج المفاوضات لن يعترف بها المجتمع الدولي»، فيما أكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن تجميد الاستيطان وفقاً ل «خريطة الطريق» يطاول انواعه «كافة».ولم يخف المسؤول استياءه من تسريب الحكومة الاسرائيلية رفضها تجميد بناء 20 وحدة سكنية في حي الشيخ جرّاح الفلسطيني في القدسالشرقية، وقال: «ان التسريبات عن المحادثات الديبلوماسية (بين الجانب الأميركي والاسرائيلي) مثيرة للقلق، ولن أعلق على هذه التقارير». لكنه أضاف ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي «اتفقا على أن القدس هي ضمن قضايا الحل النهائي»، محذرا اسرائيل من ان أي «أعمال انفرادية يأخذها أي طرف، يجب ألا تستبق نتائج المفاوضات، ولن يعترف بها المجتمع الدولي»، وهذا «يتطابق مع سياسة الولاياتالمتحدة عبر ادارات عدة». وأضاف المسؤول أن الولاياتالمتحدة تعمل اليوم «بجهد على اعادة اطلاق المفاوضات»، وتتوقع من «جميع الأطراف الامتناع عن أفعال تعقدها»، داعيا بدلا من ذلك الى «اتخاذ خطوات تمهد لاستئناف فوري ونهاية مبكرة لهذه المفاوضات تنهي النزاع». وشدد على واجبات الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في «خريطة الطريق»، وبينها التزام اسرائيل «وقفاً كاملاً للاستيطان» بكل أنواعه. وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت في موقعها على الانترنت عن مصادر اميركية امس قولها ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان القدسالشرقية لا تختلف عن البؤر الاستيطانية غير الشرعية في الضفة في ما يتعلق بتجميد الاستيطان. وانشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس بالتصعيد الاميركي - الاسرائيلي، ونقلت عن اوساط قريبة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قولها ان الاخير «تعمد التصعيد» في قضية بناء 20 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح الفلسطيني في القدسالمحتلة ليبلغ اوباما رسالة مفادها ان «القدس خط احمر». واوضحت ان نتانياهو «نصب فخاً» لادارة اوباما من خلال افتعال ضجة بهدف محاولة فرملة الملاحقة الاميركية لحكومته، ونقل المعركة الدائرة مع الادارة الاميركية من قضية الاستيطان الذي عليه خلاف في الاوساط الاسرائيلية واليهودية، الى قضية القدس التي عليها اجماع يهودي. في الوقت نفسه، انشغل الاعلام الاسرائيلي في نتيجة تصعيد نتانياهو، فتساءلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن معنى هذا التصعيد في وقت تسعى اسرائيل الى الحصول على دعم اميركي في الملف الايراني، في حين تساءلت صحيفة «معاريف» عن مستقبل العلاقة مع الولاياتالمتحدة وكي ستتصرف في حال خاض نتانياهو «ام المعارك»، مقرة بأن «اميركا هي الدولة العظمى ونحن دولة محمية». اما صحيفة «هآرتس»، فاعتبرت ان هذا التصعيد يطرح علامة سؤال على جدية نتانياهو في قبوله حل الدولتين، ويعرض علاقات اسرائيل الخارجية للخطر. وتوقعت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية ان تلجأ الادارة الاميركية الى خفض بمقدار بليون دولار في الضمانات المصرفية الاميركية لاسرائيل تعادل قيمة الاستثمارات في المستوطنات. من جانبه، ندد الرئيس محمود عباس بالسعي الاسرائيلي الى تهويد مدينة القدس، داعيا اسرائيل الى وقف الاستيطان بأشكاله بوصفه «عقبة حقيقية» امام تحقيق السلام. كما جددت الحكومة الالمانية انتقاداتها للسياسة الاستيطانية، رافضة موقف نتانياهو بأن القدس «مدينة موحدة تحت السيادة الاسرائيلية»، ومشددة على ضرورة التزام «خريطة الطريق». اما الجامعة العربية، فحذرت من محاولات اسرائيل الالتفاف على طروحات اوباما في شأن عملية السلام، ودعته الى ترجمة خطابه في القاهرة اخيرا الى خطة عملية للسلام بأفق زمني. ويأتي تصاعد الخلاف الاميركي - الاسرائيلي في وقت افاد استطلاع ان مكانة اسرائيل تراجعت في الرأي العام الاميركي، اذ انخفض عدد الذين يرون ان اسرائيل ملتزمة السلام الى 46 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع، كما انخفض عدد الذي يرون وجوب ان تدعم اميركا اسرائيل الى 44 في المئة، كما اعتبر اقل من النصف انفسهم «اصدقاء اسرائيل». وشهدت الضفة امس هجمات نفذها مستوطنون ضد فلسطينيين في اطار حملة «جباية الثمن» احتجاجا على اخلاء بؤرة استيطانية شمال الضفة، اذ اشعلوا النيران في سيارات في الخليل، واحرقوا نحو الفي شجرة زيتون في قريتي مادما وتل جنوب نابلس.