يخشى لوبي المستوطنين اليهود النافذ أن تؤدي زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل إلى تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال اوديد ريفيفي عمدة مستوطنة «افرات» القريبة من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية: «نخشى ان تدفع الضغوط الأميركية على الحكومة نتانياهو الى تجميد البناء مرة اخرى». وتابع أن «الحكومة الجديدة قد تجمد المستوطنات بشكل أكثر سهولة من السابقة». ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان للعودة إلى محادثات السلام المتعثرة منذ ايلول (سبتمبر) 2010. ووجه ريفيفي دعوة إلى الرئيس الأميركي لزيارة مستوطنته، مشيراً إلى أن نحو 30 في المئة من المستوطنين في «افرات» هم من اصل أميركي، معتبراً أن هذه المستوطنة تشكل «نموذجاً للتعاون بين اليهود والعرب». وقال في دعوته: «نعتقد أن زيارة أفرات ستكون مفيدة جداً لأسباب عديدة ولتقديم وجهة نظر أخرى عن الوضع على الأرض وعن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل اتخاذ قرارات للمستقبل». وقال ريفيفي أن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر قام في 2009 بزيارة كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية والتي تشكل «افرات «جزءاً منها، حيث قال إنه «لا يستطيع أن يتصور أنه في يوم ما ستكون غوش عتصيون بين يدي الفلسطينيين». ووجه مجلس السامرة الإقليمي الاستيطاني الذي يدير أكثر من 30 مستوطنة في شمال الضفة الغربيةالمحتلة دعوة مماثلة لأوباما. وقال ديفيد هايفيري مدير مكتب التنسيق لهذا المجلس: «أقترح على الرئيس اوباما اكتشاف قرب تل أبيب ومجتمعاتنا من خلال المجيء لفهم الخطر الأمني الذي سيخلقه الانسحاب من هذه المنطقة على مستقبل اسرائيل». وقام مجلس «يشع» الاستيطاني، وهو المؤسسة الكبرى للاستيطان في الضفة الغربية، بطباعة كتيب خاص بزيارة اوباما باسم «يهودا والسامرة (الاسم الاستيطاني للضفة الغربية): يهودية، أساسية، حقيقية». وبالنسبة لداني دانون رئيس المجلس الاستيطاني «لا مخاوف على مستقبل المستوطنات بعد هذه الزيارة». وأوضح دانون المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي: «أعتقد أن الرئيس الأميركي يفهم أن العائق أمام السلام لا يأتي من المستوطنات، بل من رفض الفلسطينيين العودة إلى المفاوضات». وأشار إلى أنه «لا يوجد أي فرصة لاتفاق معهم حول اقامة دولة مستقلة». ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن نتانياهو منع طرح عطاءات لبناء وحدات سكنية استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة خلال زيارة اوباما. وأبلغ نتانياهو المسؤولين المعنيين بأن هذا «الإيقاف» لا يعني تجميد البناء الاستيطاني، لكنه يهدف فقط إلى «عدم إحراج» المسؤولين السياسيين الاسرائيليين مع اوباما. وأدى الإعلان عن مشروع بناء جديد في حي استيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة في آذار (مارس) 2010 في وقت زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، إلى اندلاع أزمة كبيرة بين الدولة العبرية والولاياتالمتحدة. ويفتتح مجلس استيطاني «غوش عتصيون» الأربعاء حياً جديداً للمنازل المتنقلة (كرفانات) في مستوطنة «كارميه تزور» جنوب بيت لحم لتسميتها «كارميه جوناثان» (عناقيد جوناثان) على اسم الجاسوس اليهودي الأميركي جوناثان بولارد، الذي حكم عليه في عام 1987 بالسجن في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.