تكثفت اللقاءات المباشرة بين الأميركيين والإيرانيين، بحثاً عن حل للملف النووي لطهران، في توقيت يبدو الأنسب بالنسبة إلى الجانب الإيراني الذي تزداد الحاجة إلى تعاونه في الحملة العالمية التي تقودها الولاياتالمتحدة للقضاء على تهديدات «داعش». وأجري الجانبان الإيراني والأميركي محادثات في جنيف أمس، للمرة الثانية خلال شهر، تليها جولة مفاوضات في نيويورك في 18 الشهر الجاري، بين إيران وممثلي الدول الست المعنية بملفها النووي (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا). وتمثلت واشنطن في محادثات امس، بوفد يرأسه وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وضم ويندي شيرمن وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيما رأس وفد طهران عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني. وتتناول المحادثات التي تستمر إلى السبت، قضايا عالقة منذ آخر لقاء بين الجانبين في السابع من آب (أغسطس) الماضي، ومن بينها آلية «إنهاء المقاطعة الاقتصادية لإيران بالتزامن مع توقيع اتفاق شامل»، كما يطالب الجانب الإيراني، كما تناولت «إيجاد أرضية مناسبة تستند إليها جولة المفاوضات المقبلة التي تستأنف في نيويورك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة . وأكدت مصادر ديبلوماسية في طهران إصرار الجانب الإيراني على إزالة العقوبات، وأشارت إلى أن «مشاركة بيرنز في المحادثات المباشرة للمرة الثانية، تعكس وصول المفاوضات إلى نقطة حساسة». وأعربت المصادر عن اعتقادها أن الإدارة الأميركية «تستخدم العقوبات ورقة ضغط من أجل تعديل المواقف الإيرانية حيال ملفات إقليمية»، وأن واشنطن «غير مقتنعة بوجهة نظر القيادة الإيرانية التي تصر على اتفاق نووي قبل مناقشة القضايا الإقليمية». ويسود اعتقاد أن الجانبين الإيراني والأميركي سيتوصلان إلي حل وسط ، بإلغاء جزئي لبعض العقوبات، في حين تتمسك طهران بضرورة رفع العقوبات أولاً، عن المصرف المركزي الإيراني. وقال رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي إن الولاياتالمتحدة «ليس لديها خيار سوي تقديم التنازلات لإيران التي تمتلك العديد من الأوراق في المنطقة». وتأتي المحادثات أمس، بعدما فرضت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي غرامات على عدد من المؤسسات والمصارف وشركات طيران إيرانية وأجنبية، لخرقها العقوبات على طهران، في مؤشر إلى أن واشنطن لن تقبل أي انتهاك للعقوبات أثناء المفاوضات. وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية إلى أن المحادثات مع الأميركيين، تليها أخرى في فيينا في 11 الجاري، مع الفرنسيين والبريطانيين والألمان. وأشار مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى «محادثات ثنائية» بين الأوروبيين والإيرانيين تمهيداً لاستئناف المفاوضات النووية في نيويورك. ويأتي ذلك عقب لقاء آشتون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بروكسيل الإثنين، وتفاؤلهما بتحقيق تقدم نحو إبرام اتفاق.