عشية بدء إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في فيينا اليوم، جولة مفاوضات خامسة، أعلنت طهران أن واشنطن عازمة على بدء صوغ اتفاق نهائي يطوي الملف. وحذرت من أنها لن تقبل بحق «رمزي» في تخصيب اليورانيوم. وتأتي جولة مفاوضات فيينا بعد محادثات رسمية ومباشرة بين إيران والولايات المتحدة، اعتُبرت سابقة ودامت 12 ساعة على يومين في جنيف، تلاها لقاء بين إيران وفرنسا في العاصمة السويسرية، ومع روسيا في روما. كما أجرى عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، محادثات في طهران أمس مع هانز ديتر لوكاس، المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الألمانية، ممثل بلاده في المفاوضات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ونقل النائب حسين نقوي حسيني، الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، عن عراقجي قوله إن «إيران والدول الست عازمة على البدء بصوغ اتفاق شامل» في فيينا اليوم. عراقجي الذي حضر اجتماعاً للجنة أمس، تطرّق إلى المحادثات التي أجراها في جنيف مع وفد أميركي رأسه وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الذي قاد المفاوضات السرية بين واشنطنوطهران التي مهّدت لإبرام إيران والدول الست اتفاق جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الذي ينص على وجوب توقيع الجانبين اتفاقاً شاملاً يطوي الملف النووي، بحلول 20 تموز (يوليو) المقبل. وقال: «كنا نشكّ في مدى عزم الجانب الآخر على إبرام اتفاق نهائي بحلول 20 تموز، لكن الأميركيين أعلنوا في مفاوضات جنيف إنهم عازمون على التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول ذاك الموعد». وأضاف أن «الأميركيين يعتبرون أن الظروف بعد 20 تموز لن تكون في مصلحة المفاوضات»، مشيراً إلى أن «مسائل، مثل حجم تخصيب اليورانيوم، وعدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في التخصيب، ونوعها وجيلها، ومفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، والبحوث النووية، وتدابير إلغاء العقوبات، هي قضايا خلافية لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق في شأنها». وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداد بلاده ل «متابعة المفاوضات مع الدول الست في إطار القوانين الدولية، حتى التوصل إلى نتيجة نهائية»، فيما رأى وزير الخارجية محمد جواد ظريف «إمكان التوصل إلى اتفاق شامل في فيينا»، لكنه حذر الغرب من طرح الاقتراحات التي قدّمها خلال المفاوضات بين الجانبين عام 2005. وتابع: «قبِلت إيران عام 2005 حقاً رمزياً في تخصيب اليورانيوم، لكننا لن نقبل الشيء ذاته الآن». وقد يعرقل البدء بصوغ اتفاق نهائي، سعي الغرب إلى مناقشة البرنامج الصاروخي لإيران، وحدود دورها في المنطقة. وتعتقد طهران بأن قضية صواريخها الباليستية ترتبط بأمنها القومي، ومناقشتها تعني البحث في ملفات إقليمية ترتبط بالمفهوم الإيراني للأمن الإقليمي، وهذه قضية معقدة.