دخلت المفاوضات «النووية» بين إيران ومجموعة دول «5 +1» مساراً جديداً، بعدما اقترحت طهران الدخول في مفاوضات مباشرة ثنائية مع أعضاء المجموعة. وأعلنت الخارجية الإيرانية أن محادثات مباشرة مع الجانب الأميركي ستجرى غداً وبعد غد في جنيف علي مستوي معاوني وزيري الخارجية عباس عراقجي ووندي شيرمن، تليها خطوة مماثلة مع روسيا الأربعاء والخميس المقبلين في روما. وتجري مشاورات لعقد اجتماعات أخرى مع بقية أعضاء المجموعة. ونسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤول أميركي بارز قوله: «كررنا أننا سننخرط في لقاءات ثنائية مع الإيرانيين إن كان ذلك من شأنه أن يساعد في النهوض بجهودنا. ولكي نختبر في صورة واقعية وجدية ما إذا كان في وسعنا التوصل إلى حلّ ديبلوماسي مع إيران في شأن برنامجها النووي، نظن أننا في حاجة إلى أن ننخرط في ديبلوماسية نشطة جداً وجريئة جداً». ولفت إلى أن المحادثات الثنائية ليست من قبيل التفاوض، بل هي «مشاورات لتبادل الآراء قبل جولة المفاوضات المقبلة في فيينا». وأضاف: «واشنطن منفتحة ولا تخفي سراً في شأن المشاورات الثنائية مع إيران على خلاف الماضي عندما كان الأمر يستلزم قدراً كبيراً من التكتّم لإعطاء فرص أكبر للنجاح». وقال: «لم نلمس بعد نوعاً من الواقعية من قِبل الجانب الإيراني نحتاجه لنرى أو نراهم يتخذون بعضاً من أصعب الخيارات التي نتوقعها». وزاد: «نحن في لحظة حرجة» من المفاوضات. وقالت مصادر في طهران ل «الحياة» أن الجانب الأميركي وافق علي الاقتراح الإيراني إجراء محادثات مباشرة لتسوية البنود العالقة في المفاوضات، موضحة أن «هذا الاقتراح يعكس رغبة الحكومة الإيرانية في انتهاج خيارات عملية للتوصل إلي اتفاق شامل مع المجموعة الغربية». وتأتي هذه الخطوة بعد الطريق المسدود الذي بلغته المفاوضات، عندما أصرّ الجانب الغربي على بحث ملف منظومة الصواريخ البالستية الإيرانية ورغبته في تفكيكها، فيما تحدثت مصادر عن سعي مجموعة «5 +1» إلى ربط الأزمة السورية بقضية المفاوضات النووية خصوصاً أن موعد 20 تموز (يوليو) للتوصل إلي إتفاق نووي شامل والذي حدده الجانبان، أصبح قريباً. ستعقد الجولة الجديدة من المفاوضات بين طهران ومجموعة «5+1» في فيينا من 16 إلى 20 الجاري. ولم تُشر المصادر الإيرانية إلى القضايا التي ستتناولها المحادثات المباشرة وهل الأزمة السورية من ضمنها، لكنها أكدت رغبة طهران في التركيز علي الملف النووي حتى إنجاز بنوده. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في إسطنبول في 26 أيار (مايو) الماضي لتحريك المفاوضات، وعقدت جولة محادثات علي مستوي الخبراء انتهت الخميس الماضي، من أجل إزالة الغموض حول ما تبقي من قضايا عالقة بين الجانبين. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كبيري المستشارين في الإدارة ويليام بيرنز (نائب وزير الخارجية) وجيك ساليوان سيشاركان في المحادثات المباشرة في جنيف لتفعيل الدور الأميركي ومعالجة المشاكل العالقة من أجل إنجاح المفاوضات المقبلة. ولفتت مصادر مأذون لها إلى أنهما شاركا في المحادثات السرية التي عقدت مع وفود إيرانية في مسقط ونيويورك وجنيف، والتي أدت إلي المفاوضات النووية بصيغتها الجديدة بعد تسلّم الرئيس حسن روحاني مقاليد السلطة. ولم تستبعد المصادر طلب الجانب الأميركي تمديد مهلة استحقاق 20 تموز الذي حُدد بموجب الاتفاق المرحلي بين إيران ومجموعة «5+1»، بحجة إعطاء فرصة أكبر للرئيس باراك أوباما لإقناع الكونغرس برفع العقوبات عن إيران. لكن طهران تخشى أن تكون المهلة الجديدة المطلوبة ذريعة في يد الغرب لفرض مزيد من الشروط قبل التوصل إلى الاتفاق الشامل والكامل بين الجانبين.