تبدأ في جنيف اليوم محادثات مباشرة بين إيرانوالولاياتالمتحدة تستمر يومين، تركّز على العقوبات الأميركية على طهران، وقد تؤدي دوراً حاسماً في تسوية خلافات عرقلت جهود إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، لصوغ اتفاق نهائي يطوي الملف. وفي دليل إلى أهمية المحادثات، جمعت الولاياتالمتحدة ديبلوماسيين أدوا دوراً محورياً في مفاوضات سرية مع طهران، عُقدت في سلطنة عُمان ودول أخرى ومهّدت لاتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. الوفد الأميركي سيرأسه وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الذي أدار المفاوضات السرية، ويضمّ ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وجايك ساليفان أبرز مستشاري السياسة الخارجية لجوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي. وأعلن مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن مساعدة الأخيرة هيلغا شميد ستشارك في المحادثات الأميركية - الإيرانية التي وضعها «في سياق التفاوض المكثّف» مع طهران. وتجري إيران والدول الست جولة مفاوضات على مستوى وزاري في فيينا، بين 16 و20 من الشهر الجاري، علماً أن اتفاق جنيف حدّد 20 تموز (يوليو) المقبل، موعداً لإبرام الجانبين اتفاقاً شاملاً يطوي الملف النووي. وقال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن «الاجتماع مع الأميركيين سيكون ثلاثياً، إذ تحضره أيضاً هيلغا شميد»، مذكّراً بأن بيرنز «شارك في جولات سابقة من المفاوضات، وكان دوره مؤثراً في (إبرام اتفاق) جنيف، وآمل بأن يكون حضوره إيجابياً أيضاً في هذه المفاوضات». ولفت إلى أن «إيران وأميركا أجرتا دوماً محادثات ثنائية على هامش المفاوضات مع الدول الست... المفاوضات بلغت مرحلة حاسمة، لذلك نريد إجراء مشاورات منفصلة». وأشار إلى أن «الملف النووي هو العنوان الأساسي للمفاوضات مع الوفد الأميركي، بحيث يجب درس كل جوانبه، لا سيّما العقوبات التي يجب رفعها». وتابع أن «المفاوضات مع الدول الست صعبة ومعقدة، ويجب تنسيق مواقف هذه البلدان، إذ لديها أفكار مختلفة»، مكرّراً أن المحادثات «لن تتطرّق إلى أمر آخر» سوى الملف النووي. ويشير عراقجي بذلك إلى سعي الولاياتالمتحدة إلى أن تشمل المفاوضات، البرنامج الصاروخي الإيراني، علماً أن طهران والدول الست مختلفان في شأن تخصيب اليورانيوم والفترة الزمنية لتطبيق اتفاق نهائي. وذكر الديبلوماسي الإيراني أن بلاده ستجري محادثات مع روسيا في روما الأربعاء والخميس، على هامش مؤتمر لنزع الأسلحة. كما رجّح عقد اجتماعات ثنائية مع بلدان أوروبية أعضاء في الدول الست، على هامش المؤتمر، أو زيارة مسؤولين من تلك الدول طهران، لإجراء محادثات ثنائية قبل جولة المفاوضات بين إيران والدول الست في فيينا. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «استمرار العقوبات اللاإنسانية سيؤدي إلى ترسيخ النظرة السلبية والتشاؤمية للشعب الإيراني تجاه الغرب». أما قوروش ناصري، عضو فريق المفاوضين النوويين بين 2003 و2005 بقيادة حسن روحاني الذي بات الآن رئيساً لإيران، فلفت إلى أن واشنطن «هي العضو الرئيس وأهم محاور، لأن الأميركيين يقفون وراء الهرج والمرج حول البرنامج النووي الإيراني. ومحاورتهم منطقي وتطوّر إيجابي». واعتبر أن «احد ابرز مسائل البحث (مع واشنطن) هو كيفية وقف العقوبات، لتمكين إيران من إصلاح علاقاتها الاقتصادية مع العالم». وكان مسؤول أميركي بارز اعتبر أن «المشاورات تأتي في مرحلة مهمة من المفاوضات»، وزاد: «حتى نختبر في شكل واقعي وجدي، هل يمكننا إبرام تسوية ديبلوماسية مع إيران في شأن برنامجها النووي، نعتقد بحاجتنا إلى الانخراط في ديبلوماسية نشطة وجريئة جداً».