عاد جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى حلقة الجدل الانتخابي أمس، بعد وصفه انتقادات الجمهوريين للسياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس باراك أوباما بأنها «زعيق خنازير»، فيما هيمنت مواقف الحزب الجمهوري من الاغتصاب ومسألة الإجهاض، على التحضيرات لمؤتمره الحزبي في ولاية فلوريدا الأسبوع المقبل، بعد تصريحات مثيرة للجدل لأحد مرشحيه، قد تكلّف الحزب فرص استعادته الأكثرية في مجلس الشيوخ. واستعاد بايدن، بعد أقل من أسبوع على اتهامه الجمهوريين ب «إعادتهم الأميركيين إلى الأغلال» بسبب سياساتهم الاقتصادية، نبرته الهجومية أمس، إذ قال في إشارة إلى الغالبية التي يحظى بها الجمهوريون منذ مطلع 2011 في مجلس النواب: «صحيح أن عرقلة الجمهوريين أبطأت تقدّمنا، لكنها لم توقفه. رغماً عنهم ورغم إصرار (المرشح الجمهوري للرئاسة ميت) رومني على ترك ولاية ديترويت عرضة لإفلاس، أنقذنا قطاع صناعة السيارات ومليون وظيفة وأوجدنا 200 ألف وظيفة برواتب جيدة». وأضاف: «على رغم معارضتهم، وكأنها زعيق خنازير، وعلى رغم اعتراضات رومني وحلفائه، نجحنا في تبني بعض القواعد الأكثر صرامة في تاريخ وول ستريت». كما أعلن نيته الذهاب إلى عقر دار الجمهوريين الأسبوع المقبل، وزيارة مدينة تامبا في ولاية فلوريدا، حيث سيبدأ مؤتمرهم الحزبي. وإذ شوّش بايدن على المؤتمر، عكّر التحضيرات لتنظيمه رفض النائب الجمهوري تود آكين (ولاية ميسوري) الانسحاب من السباق لمقعد في مجلس الشيوخ، بعد قوله إن من النادر أن تحمل امرأة بعد «اغتصاب حقيقي»، ما يقلّص فرص الحزب في السيطرة على المجلس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والذي يشهد معركة حول أربعة مقاعد حاسمة. وعلى رغم أن رومني وقيادات في الحزب، دعوا آكين إلى الانسحاب من معركته أمام السناتور ماري ماكاسكيل، اكتفى النائب بالاعتذار، وحوّل السجال الانتخابي على المستويَين الوطني والمحلي، من الاقتصاد إلى قضايا المرأة والإجهاض والمواقف المتشددة للحزب الجمهوري. وأشار آكين إلى أن بول راين الذي اختاره رومني نائباً له، اتصل به وطلب منه سحب ترشيحه. واعتبر آكين أن «ليس مناسباً تخطي قادة الحزب» ناخبي ميسوري الذين يدركون أنهم لن يحصلوا على مرشح «كامل». ويحظى الحزب الديموقراطي وأوباما بنسبة تأييد أكبر لدى الأميركيات اللواتي يأخذن على الجمهوريين رفضهم الإجهاض، حتى في حالات الاغتصاب، ووقفهم دعم المراكز التي تقدّم خدمات مشابهة. وقطعت تصريحات آكين وإصراره على البقاء في السباق، الطريق أمام رومني لمجاراة الصوت النسائي، كما أربكت الحسابات الجمهورية في صوغ البيان الانتخابي خلال مؤتمر تامبا الذي سيتضمن رفضاً قاطعاً للإجهاض، حتى في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى، وسينصّ على منح الجنين «حماية دستورية». وقد يساهم ذلك في تعميق الفجوة، وتعزيز فرص الديموقراطيين في نيل أفضلية لدى النساء. وعكست استطلاعات الرأي منافسة أكثر احتداماً بين رومني وأوباما، إذ تقدّم المرشح الجمهوري في ولايتي ويسكونسن وميتشغن، بعد اختياره راين نائباً له. كما تفوّقت حملة رومني في جمع التبرعات، بنسبة 26 مليون دولار في الشهور الثلاثة الأخيرة. لكن المرشح الديموقراطي يبقى متقدماً في الولايات الكبرى، وبينها أوهايو وبنسلفانيا، وفي الغرب (كولورادو ونيفادا)، وبفعل نجاحه في تصوير رومني بوصفه مرشحاً نخبوياً أقرب إلى مديري «وول ستريت» من عامة الأميركيين. كما أعطى استطلاع أعدته شبكة «أن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» ونُشرت نتائجه أمس، أوباما تقدماً بنسبة أربع نقاط على المستوى الوطني. وسينطلق المؤتمر الجمهوري الثلثاء المقبل، على أن يعقبه الديموقراطي في ولاية نورث كارولاينا بعد أسبوع.