استعاد حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني الصدارة في السباق الجمهوري بفوز مزدوج أمس في ولايتي أريزونا وميتشيغان، وعشية انتخابات «الثلثاء الكبير» الأسبوع المقبل. وبعد تعرضه لنكسات انتخابية منذ أسبوعين على يد منافسه الأقوى والمحبذ من القاعدة اليمينية ريك سانتوروم، حصد رومني فوزاً مزدوجاً في ولاية أريزونا الغربية وبفارق تخطى ال22 نقطة مئوية، وفي ميتشيغان شمالاً وهي مسقط رأسه وبنسبة اقتصرت على ثلاث نقاط. غير أن الفوز أعاد الزخم لحملته وسلبه من سانتوروم، عشية انتخابات «الثلثاء الكبير» في 11 ولاية أميركية. ومع فوز رومني، وهو المرشح الأقرب للمؤسسة الحزبية، في الولايتين، يتقدم بذلك بعدد المندوبين بمجموع 165 مندوباً في مقابل 44 لسانتوروم. وعلى أي مرشح جمهوري حصد 1144 مندوباً للفوز بترشيح الحزب للرئاسة، الأمر الذي سيعلن في مؤتمر الجمهوريين نهاية الصيف. ويعني ذلك ان أمام المرشحين معركة طويلة للوصول الى هذا العدد في الأشهر المقبلة. وركز رومني في خطاب الفوز على القضايا الاقتصادية التي تبقى أولوية لدى الناخب الأميركي، وخصوصاً أرقام العجز في الموازنة والارتفاع في أسعار الوقود والنمو البطيء للاقتصاد الأميركي. وتعطي الاستطلاعات مؤشرات متضاربة عن المرحلة المقبلة من السباق الانتخابي الجمهوري، وتعكس الانقسام الحاد بين القاعدة الحزبية اليمينية المتحفظة عن رومني والأقرب الى سانتوروم والتي سيكون لها حضور قوي في ولايات أوهايو وتينيسي وأوكلاهوما يوم «الثلثاء الكبير»، وبين المعتدلين في الحزب المؤيدين لحاكم ماساشوستس السابق. ويستفيد رومني من تفوق لوجيستي ومادي في حملته، فيما يحظى سانتوروم بدعم كبير من حركة «حزب الشاي» والتي تعطيه قوة تنظيمية وشعبية. رهان اوباما ويراهن الرئيس باراك أوباما على معركة طويلة داخل الحزب الجمهوري تمتد حتى مؤتمر تامبا (ولاية فلوريدا) نهاية الصيف، ما يضعف المرشح الجمهوري ويعطيه وقتاً أقل لمهاجمة الرئيس الأميركي. وتركز حملة أوباما هجومها على رومني والذي له الفرص الأكبر بهزيمة أوباما في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كونه معتدلاً سياسياً وقادراً على استقطاب المستقلين. غير أن الاستطلاعات تعطي تقدماً لأوباما على جميع المرشحين الجمهوريين وبفارق يصل الى عشرة في المئة أمام رومني و11 في المئة أمام سانتوروم (استطلاع صحيفة بوليتيكو). ويتطلع الديموقراطيون أيضاً للحفاظ على غالبيتهم في مجلس الشيوخ وخصوصاً بعد اعلان السيناتور الجمهورية أوليمبيا سنو عن عزمها التقاعد في هذه الدورة الانتخابية. وتعتبر سنو من المعتدلين الجمهوريين وهي تمثل ولاية ماين حيث للديموقراطيين حظوظ كبيرة في حصد المقعد. كما تعمل زعيمة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي على استعادة الأكثرية هناك على رغم التعقيدات الكبيرة أمام الديموقراطيين في هذا المجال واستفادة الجمهوريين من سيطرتهم بفارق كبير على المجلس حالياً وحضورهم في الولايات الجنوبية.