تحولت أنظار الأميركيين إلى ولاية أيوا (وسط) التي تطلق الثلثاء المقبل، شارة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من اجل اختيار منافس للرئيس الديموقراطي باراك أوباما في السباق الرئاسي المستمر حتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، في وقت يسود انقسام في الشارع الجمهوري بين مرشحي قاعدته اليمينية المحافظة ومرشحي المؤسسة الحزبية، يتطلع الديموقراطيون الى الافادة منه خلال المعركة الانتخابية الطويلة. ويخوض سبعة مرشحين المعركة الأولى في ايوا، أوفرهم حظاً بحسب استطلاعات الرأي الحاكم السابق لولاية ماساشوستس ميت رومني الذي يحظى بدعم المؤسسة الحزبية ويتفوق في الدعم المالي واللوجستي. لكن تحفظات القاعدة اليمينية وحركة «حزب الشاي» عن رومني وآرائه المتقلبة في شأن قضايا الإجهاض والهجرة وموقعه في الوسط، رفعت حظوظ منافسَيه الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ومرشح الليبرتاريين رون بول. وسيتنافس الثلاثة على المقعد الأول في ولاية أيوا، حيث يملك الانجيليون ثقلاً انتخابياً كبيراً. وتعكس الاستطلاعات الانقسام الكبير داخل الحزب الجمهوري وعدم الاقتناع الكامل برومني الذي تراجع، على رغم ماكينته الانتخابية الكبيرة ودعم المؤسسة الحزبية له، امام غينغريتش في ولايات اخرى بينها كارولينا الجنوبية وفلوريدا، حيث الحضور القوي لليمين و»حزب الشاي». من هنا يعوّل الحزب الديموقراطي على معركة طويلة في الانتخابات التمهيدية بين رومني وغينغريتش قد تمتد حتى مطلع الصيف، وتعطي الجمهوريين وقتاً أقل لمهاجمة أوباما الذي يتقدم حالياً بثلاث نقاط على رومني وسبع نقاط على غينغريتش. وواجه الأخير في الأسبوعين الماضيين سلسلة فضائح حول زواجه ثلاث مرات، وزعمه أن زوجته الأولى طلبت الطلاق، فيما أثبتت أوراق المحكمة التي سرّبها الإعلام عكس ذلك. وفيما يتصدر هموم الناخبين الشأن الاقتصادي ونسبة البطالة التي هبطت إلى 8.7 في المئة الشهر الماضي، يتفق المرشحون الجمهوريون على تحميل ادارة اوباما مسؤولية تشديد الرقابة على المصارف بعد الأزمة المالية عام 2008، وصرف النظر عن إيجاد وظائف من خلال الاهتمام بتمرير قانون الرعاية الصحية وزيادة العجز. لكن غياب توجه اقتصادي وخطة واضحة لاستقطاب المستقلين لدى المرشحين الجمهوريين يفسح في المجال امام اوباما للمناورة، واتهام معارضيه بمغازلة عمالقة «وول ستريت» والشركات. اما في الشأن الخارجي، فيستخدم الجمهوريون، باستثناء بول والسفير السابق لدى الصين جون هانتسمان، نبرة يمينية تنتقد سياسة أوباما تجاه اسرائيل وانتقاداته لحكومة بنيامين نتانياهو، وكذلك موقفه غير المتشدد من إيران، الى درجة كافية، كما يعتقدون. وهم يعوّلون على هاتين القضيتين لاستقطاب اصوات اليهود في ولايات فلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا. في المقابل يستفيد أوباما إلى حد كبير من انجازاته في السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي، واهمها نجاحه في «اصطياد» زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن واستكمال الانسحاب من العراق، اضافة الى تحسين سمعة البلاد في الخارج بعد ثماني سنوات من رئاسة جورج بوش. وحشدت حملة أوباما طاقة مالية وإعلامية وشعبية ضخمة لمواجهة المرشح الجمهوري الفائز في الانتخابات التمهيدية. وأطلقت إعلانات حتى قبل بدء مرحلة الانتخابات العامة. وبعد انتخابات أيوا الثلثاء، سينتقل التصويت في الأسابيع المقبلة الى ولايتي نيو هامبشير حيث الصدارة لرومني، وكارولينا الجنوبية التي تشهد تقدم غينغريتش.