أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك امس، أن بلاده لم تخصِّص لأيّ حرب أخرى العمقَ الذي تناقش من خلاله الملف النووي الايراني، لكن وزير الدفاع السابق شاوول موفاز اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بال «الرقص على أنغام نشيد الحرب» وتنفيذ سياسة «خطرة تهدد مستقبل» إسرائيل. وقال باراك: «ثمة مجلس مصغر لتسعة (وزراء)، وحكومة (أمنية)، وستتخذ الحكومة الإسرائيلية القرار، حين يتوجب ذلك». واضاف خلال مصادقة الكنيست على تعيين أفي ديختر وزيراً للجبهة الداخلية: «سيكون أكثر تعقيداً وخطورة وكلفة التعامل مع إيران نووية مستقبلاً. في كل الحروب وصنع السلام في تاريخ إسرائيل، لا قضية تم التعاطي معها بعمق مثل قضية إيران». وزاد: «قرار شنّ هجوم على إيران، إن حدث ذلك، ستتخذه الحكومة، لا مجموعات مواطنين ولا افتتاحيات صحف». لكن موفاز اتهم نتانياهو بأداء «مناورة فاسدة وساخرة»، من خلال تعيينه ديختر وزيراً للجبهة الداخلية، مضيفاً: «على وزير الجبهة الداخلية ألا يكون مجرد مطيّة لهجوم متسرّع لم يُنسّق مع الولاياتالمتحدة». وخاطب رئيس الوزراء الذي لم يحضر الجلسة، قائلاً: «أنت تحاول إثارة ذعر الشعب، والحقيقة أننا خائفون لأنك تقود في طريقة غير مسؤولة، وتنفذ سياسة خطرة تهدد مستقبل أولادنا، وتؤدي لمواجهة متسرعة (مع إيران) وبجبهة داخلية مستباحة». وأضاف: «عازف البيانو في الطابق 35 (في اشارة الى باراك) يعزف وأنت ترقص على أنغام نشيد الحرب، ورجاءً أوضح لنا من هو صانع القرار الحقيقي؟». كما اتهم نتانياهو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية. واشار السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورين إلى أن تل أبيب مستعدة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وإن أدى هجومها الى تأخير قدرة طهران لسنوات، على إنتاج أسلحة ذرية، لا تدمير برنامجها الذري. أما مستشار الأمن القومي الاسرائيلي السابق عوزي ديان، فأشار الى أن ثمة وقتاً لإقناع نتانياهو وباراك بتأجيل هجوم على إيران، إن شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما العقوبات عليها وأكد علناً استعداده لاستخدام القوة. وقال لصحيفة «نيويورك تايمز» انه التقى الرجلين في منزليهما الاثنين الماضي، مضيفاً ان الحكومة لم تقرر بعد هل ستشنّ هجوماً، ولكن «عليهما اتخاذ القرار قبل تشرين الثاني (نوفمبر)» المقبل. عرائض مناهضة للحرب في غضون ذلك، وقّع حوالى 500 أكاديمي وجندي متقاعد في الدولة العبرية، عريضة تحضّ طياري سلاح الجوّ الاسرائيلي على رفض شنّ هجوم على ايران. وكتب الموقّعون أن اصابة مدنيين ايرانيين نتيجة لتسرب إشعاعات من أيّ من المنشآت المستهدفة، قد يعرّض الطيارين مستقبلاً والدولة العبرية لاتهامات بارتكاب جرائم حرب. وأضافوا: «نصدر هذا النداء لشعورنا العميق بقلق، اذ إن مصيرنا ومستقبلنا هو الى حد كبير في أيديكم». وحذر الموقّعون من «قرار خاطئ ومغامر» بضرب ايران، معتبرين أن نتيجته ستقتصر على عرقلة برنامجها النووي، وبثمن غالٍ قد يتمثل في مقتل مئات. كما وجّه أطباء بارزون في جهاز الصحة الإسرائيلي رسالة إلى نتانياهو وباراك، أبدوا من خلالها قلقهم من عواقب ضربة على إيران، اذ ستؤدي إلى مئات القتلى وآلاف الجرحى. وأنهت اسرائيل امس، اختباراً لنظام إنذار بواسطة رسائل نصية قصيرة عبر الهاتف الخليوي، لإبلاغ السكان إن تعرّضت الدولة العبرية لهجمات صاروخية. في المقابل، اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي أن «الشعب الايراني سيوجّه صفعة الى اعداء الاسلام وفلسطين، في يوم القدس» المقرر اليوم، مؤكداً أن «قضية القدس ليست تكتيكية بالنسبة الى ايران». ورأى أن اسرائيل «كيان مصطنع وسيُمحى عن الخريطة».