طهران، فيينا، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت إسرائيل إيران «دولة هشة جداً»، محددة ثلاثة شروط لنجاح محادثات الملف النووي، فيما أبلغت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، «شروطها» لإنجاح المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، معلنة رفضها أي «تسوية أو حلّ وسط» مع طهران. في غضون ذلك، أفاد «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقره واشنطن) بأن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية منذ التاسع من الشهر الجاري، تظهر «نشاطاً جديداً» في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، «أمام مبنى يُشتبه في احتوائه غرفة للتفجيرات تُستخدم في تجارب مرتبطة بأسلحة نووية». وأضاف المعهد أن الصور أظهرت أغراضاً مصفوفة أمام المبنى، وما بدا أنه مجرى مائي، مرجّحاً أن «تكون مرتبطة بإزالة معدات من المبنى أو تطهيره». لكن الخارجية الإيرانية سخرت من التقرير، معتبرة أن من «المستحيل تنظيف» منشآت ذرية. وفي القدسالمحتلة، قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أبلغ أشتون خلال لقائهما أمس، أن «النظام الإيراني يحاول استغلال المحادثات (مع الدول الست) لكسب وقت، ولا دليل على نيته وقف برنامجه النووي». وأضاف ان اسرائيل عرضت موقفها من جولة المحادثات المقبلة في بغداد، مشيراً إلى أن نتانياهو ربط نجاحها ب «موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، وإخراج مخزونها من اليورانيوم المخصب من البلاد، وتفكيك منشأة فردو للتخصيب». وطلب نتانياهو «إطاراً زمنياً واضحاً» لتطبيق ذلك. وشارك في لقاء نتانياهو وأشتون، وزيرا الخارجية والدفاع أفيغدور ليبرمان وإيهود باراك، ونائب رئيس الوزراء شاوول موفاز الذي انضم الثلثاء، مع حزبه «كديما»، إلى حكومة وحدة وطنية، جنّبت الدولة العبرية تنظيم انتخابات نيابية مبكرة. وموفاز المولود في إيران، والذي شغل سابقاً منصبي وزير الدفاع ورئيس الأركان، كان انتقد نهج نتانياهو إزاء إيران، معتبراً أنه يضعِف إسرائيل، كما شدد على ضرورة أن تنسّق تل أبيب مع واشنطن، أي هجوم تشنّه على طهران. لكن محللين اعتبروا أن تحالف نتانياهو وموفاز، قد يعزز الخيار العسكري ضد إيران، اذ يمنحه شرعية شعبية. وكتب آري شافيت في صحيفة «هآرتس»: «إيران هي الهدف الحقيقي للحكومة (الإسرائيلية) الجديدة. قرار نتانياهو إدخال موفاز في ائتلافه، يُقارَن بقرار ليفي أشكول إدخال مناحيم بيغن وموشيه ديان في حكومته العام 1967 (قبل حرب الأيام الستة)، وهذا يتيح له قاعدة سياسية متينة ليقود بها معركته الاستراتيجية ضد (مرشد الجمهورية الإسلامية) علي خامنئي». واعتبر أن «حكومة الوحدة الوطنية توفر شرعية داخلية ودولية، لمواجهة محتملة» مع طهران. لكن المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل، رأى أن «إيران، وإلى أن يثبت العكس، لا تبدو الاعتبار الأساسي للوحدة»، فيما استبعد تسفي بارئيل، محلل الشؤون العربية في الصحيفة، شنّ إسرائيل هجوماً على إيران، معتبراً أن تشكيل حكومة الوحدة نابع من رغبة أطرافها في البقاء السياسي، وأن «الساسة الراغبين في البقاء، لا يشنّون حروباً». إلى ذلك، أكد جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أن بلاده «ستمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بكل الوسائل الضرورية». وقال: «عندما وصلنا إلى السلطة (العام 2009)، لم يكن هناك تقريباً أي ضغط دولي على إيران. كنا معزولين ديبلوماسياً في العالم، وكان لطهران حلفاء يروّعون جيرانهم». وأضاف: «ثمة فرق كبير الآن. إيران لم يعد لها سوى حليف واحد في المنطقة، هو سورية المحاصرة وهي ضعيفة، وأصبحت إيران معزولة وليس الولاياتالمتحدة».