كررت إيران أمس، استخفافها بتهديد إسرائيل بتدمير منشآتها النووية، وحضّت الدول الإسلامية على «إبرام حلف دفاعي استراتيجي» للدفاع عن الشعب الفلسطيني والقدس. وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست على تهديدات قادة إسرائيليين، قائلاً: «هذا تكرار لمزاعم خاوية وواهية، ولا نرى إمكان تنفيذها، إذ أنها نابعة من مشاكل داخلية وأزمات اجتماعية وانقسامات عميقة للصهاينة». وأضاف: «حتى إن أراد أحد مسؤولي هذا النظام غير الشرعي تنفيذ هذه العملية الغبية، لن يسمحوا له بذلك في الكيان الصهيوني، إذ سيتعرّضون لعواقب شديدة. ولا نأخذ كثيراً هذه التهديدات بجدية». أما وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي فوصف القادة الإسرائيليين بأنهم «بلا عقل» و»دعاة حروب»، معتبراً تصريحاتهم «حرباً نفسية، ومؤشراً إلى ضعف وخوف، لا دليل قوة». وأضاف: «النظام الصهيوني الضعيف الآيل إلى زوال، لا يملك القوة ولا الإرادة للصمود أمام إيران». وحضّ وحيدي الإيرانيين على «مشاركة مليونية في يوم القدس العالمي (بعد غد الجمعة)، تمهّد لتحرير القدس من الصهاينة»، ودعا إلى «إبرام معاهدات دفاعية بين الدول الإسلامية، لحماية العالم الإسلامي والدفاع عن الشعب الفلسطيني والقدس»، مضيفاً: «إن استطعنا إبرام معاهدات قوية استراتيجية بين الدول الإسلامية، لن يبقى أمام الكيان الصهيوني سوى الرضوخ لإرادة الفلسطينيين». في المقابل، عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أفي ديختر وزيراً للجبهة الداخلية (الدفاع المدني)، مذكراً بأن الأخير «شغل وزارة الأمن الداخلي وسيُلقى الآن على عاتقه واجب مهم شارك فيه طيلة حياته، وهو تعزيز أمن الدولة». وسيخلف ديختر في المنصب التابع لوزير الدفاع إيهود باراك، الجنرال ماتان فيلنائي الذي عُيّن سفيراً في الصين. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن ديختر (59 سنة) الذي رأس جهاز الأمن الداخلي (شاباك)، قريب من نتانياهو وباراك، وكان عضواً في وحدة كوماندوس خاصة خدم فيها الرجلان. ورجّحت الإذاعة العسكرية في إسرائيل أن يعزّز انضمام ديختر إلى الحكومة، معسكر «الصقور» الداعين إلى ضرب إيران. وكان ديختر قال في شباط (فبراير) الماضي إن إسرائيل «ليست قوة عظمى»، ويجب «ألا تقود هجوماً عالمياً على إيران». لكنه اعتبر أيضاً أن الدولة العبرية «تحتاج الى قدرات هجومية فاعلة». وتطرّق رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أمنون ليبكين - شاحاك إلى معارضة قادة أجهزة الأمن والاستخبارات، شنّ هجوم على إيران، قائلاً: «أعتقد بأن المعلومات هي ذاتها، أمام صُنّاع القرار وقادة أجهزة الأمن، وأتساءل كيف يتوصل الساسة والعسكريون إلى استنتاجات مختلفة إلى هذا الحد». وأبدى «ثقة كاملة بقادة أجهزة الأمن». وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أكد أن بلاده أبلغت «شركاءها»، في إشارة كما يبدو إلى إسرائيل، أنها «ما زالت تعتقد بوجود متسع من الوقت للديبلوماسية، والفرصة قائمة لإيران لتستفيد من هذه العملية». وأقرّ محافظ المصرف المركزي الإسرائيلي ستانلي فيشر ب»عواقب وخيمة لأي هجوم على إيران»، ولكنه أكد أن بلاده «مستعدة لمواجهة الأزمات والعواقب» المحتملة، مضيفاً: «المسؤولية الأساسية لأي بلد تتمثل في ضمان أمن مواطنيه، وإن توجب إنفاق مزيد من الأموال لضمان أمن الدولة، سنفعل ذلك وندفع الثمن». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في المصرف المركزي الإسرائيلي إن لدى الدولة العبرية مخزوناً «مريحاً» من العملات الأجنبية، يبلغ 75 بليون دولار، «يتيح لنا تمويل وارداتنا بسلاسة إن اندلعت حرب، والدفاع عن الشيكل».