حذرت إيران من إن نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مفاجئ ستكون لها تبعات كارثية على سورية، مجددة دعوتها إلى إجراء محادثات بين النظام والمعارضة من اجل إيجاد حل سياسي للأزمة وذلك خلال استضافتها اجتماعاً ديبلوماسياً في طهران أمس لبحث الأزمة. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بداية المؤتمر أمس: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن تماماً بأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا من خلال محادثات جادة وشاملة بين الحكومة وجماعات المعارضة التي تتمتع بدعم شعبي في سورية». كما شدد في كلمته التي بثها التلفزيون الإيراني على أن إيران «ترفض أي تدخل خارجي وعسكري في سورية وتؤيد وتدعم جهود الأممالمتحدة لحل الأزمة». وكان صالحي قال في مقال للرأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عشية المؤتمر إن سقوط الأسد سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. وأوضح «المجتمع السوري فسيفساء بديعة من الأعراق والعقائد والثقافات وسيتفتت إلى قطع صغيرة إذا سقط الرئيس بشار الأسد بشكل مفاجئ». وأضاف صالحي أن إيران تسعى لحل «يصب في مصلحة الجميع». وأكد تمسك طهران بخطة الوسيط الدولي كوفي أنان الخاصة بتسوية الأزمة السورية، على الرغم من تخلي أنان عن منصبه بعد إفشال جهوده الرامية لإيجاد حل سلمي في سورية. ودعا المجتمع الدولي إلى الإقدام على 3 خطوات عاجلة لمعالجة القضية السورية وهي ضمان وقف إطلاق النار من أجل وضع حد لإراقة الدماء، وإرسال مساعدات إنسانية للسوريين، وتمهيد الطريق لحوار يسمح بحل الأزمة. وشدد صالحي على أن إيران تدعم إجراء إصلاحات سياسية في سورية، ستسمح للسوريين بتقرير مصيرهم بأنفسهم، بما فيه ضمان حق السوريين في المشاركة بانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تجري تحت إشراف دولي. وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن العالم بأكمله شهد على مدى السنوات العشر الماضية أن إيران ساهمت في استعادة الاستقرار في العراق وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية الأخرى التي عانت من اضطرابات. ووصف صالحي الفكرة القائلة إن رحيل الرئيس الأسد سيؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة في سورية ب «الوهم». ودعا صالحي إلى استنتاج العبر من التاريخ، مشيراً في هذا السياق إلى الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت لمدة 15 سنة. وأضاف أن بلاده تسعى لإيجاد حل للأزمة يصب في مصالح جميع الأطراف في سورية. ورفضت إيران اتفاقاً بشأن سورية ينص على تنحي الأسد في إطار أي انتقال سياسي. ولم يظهر أي مؤشر إلى استعداد طهران لتبني نهج جديد بشأن سورية رغم انتكاسات تعرض لها الأسد من بينها انشقاق رئيس وزرائه هذا الأسبوع. وكان صالحي قال إن «اللقاء التشاوري» في طهران سيعقد بحضور 12 أو 13 بلداً من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، موضحاً أن طهران دعت الدول التي تتبنى «مواقف واقعية» من الأزمة السورية. وأضاف «حجتنا الرئيسية هي نبذ العنف وإجراء حوار وطني» مؤكداً أن «إيران ترغب في إنهاء العنف في اقرب فرصة في سورية». ووصف ديبلوماسيون غربيون مؤتمر طهران بأنه محاولة لصرف الانتباه عن الأحداث الدامية على الأرض والحفاظ على حكم الأسد. وقال ديبلوماسي غربي مقيم في طهران إن دعم إيران لنظام الأسد لا يكشف عن محاولة صادقة للمصالحة بين الأطراف المتصارعة. وقال آخر إن طهران تحاول توسيع قاعدة التأييد للأسد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان سيمثل روسيا في المحادثات. وأفاد البيان «بطبيعة الحال ننوي المضي بثبات في طريقنا (الدعوة) للوقف الفوري لإراقة الدماء ومعاناة السكان المدنيين بالإضافة إلى التوصل إلى حل سلمي يصب في مصلحة كل السوريين من خلال حوار سياسي واسع». كما مثل الصين سفيرها في طهران، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن دمشق لن تمثل في الاجتماع. وأعلن لبنان المجاور لسورية والكويت انهما لن يرسلا ممثلين لهما إلى اللقاء. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لا يمكنه حضور الاجتماع بسبب «برنامجه المثقل» لكن سيرسل نائبه لتمثيله. وجاء مؤتمر طهران قبل أيام من اجتماع مقرر لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة يركز على سورية.