أعرب موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان في طهران عن امله في تحسن الوضع في سورية اعتباراً من صباح اليوم، المهلة التي حددها مجلس الامن الدولي لوقف المعارك من جانبي الحكومة والمعارضة، موضحاً انه تلقى تأكيدات من دمشق بإحترام وقف اطلاق النار، كما حذر من تسليح المعارضة السورية ووصفه ب «الكارثي». وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي إن الحكومة السورية أكدت له أنها ستحترم وقف اطلاق النار مع مقاتلي المعارضة. وتابع: «تلقيت تأكيدات من الحكومة بأنها ستحترم وقف اطلاق النار. واذا احترم الجميع (الحكومة والمعارضة)، اعتقد اننا سنلاحظ اعتباراً من الساعة 06.00 (بتوقيت دمشق و03.00 تغ) الخميس 12 نيسان (ابريل)، تحسناً واضحاً للوضع على الارض وقد نشهد تقدماً». وأضاف انان الذي قام بزيارة استمرت 24 ساعة الى ايران حليفة النظام السوري «هذا ممكن ومن مصلحة السوريين توقف المعارك من الجانبين». وحذر انان من تسليح المعارضة قائلاً إن «عسكرة الازمة السورية ستكون كارثية»، وذلك في رد على سؤال احد الصحافيين حول دعوات اقليمية الى تسليح المعارضة. وأضاف ان النظام السوري اعطى «ايضاحات اضافية» حول مطالبه من المعارضة «اي ضمانات بان قوات المعارضة ستوقف المعارك من جانبها للسماح بوضع حد لكل أعمال العنف». وأضاف: «حصلنا على ردود ايجابية من جانبه ونقوم باتصالات مع الحكومات التي تتمتع بنفوذ من اجل ضمان التزام جميع الاطراف بوقف اطلاق النار». وشدد انان على انه من المهم ان تعمل حكومات المنطقة مع سورية على حل الأزمة. وزاد «هذه منطقة شهدت العديد من التوترات والعديد من الصدمات ولا أعتقد ان بامكانها تحمل صدمة أخرى. وكما قال الوزير (صالحي) فإن سورية - والوضع الجغرافي لسورية يجعل أي سوء في التقديرات وأي خطأ يسفر عن عواقب لا يمكن تصورها. لذلك يتعين علينا أن نعمل معاً من أجل إيجاد حل واعتقد ان ذلك ممكن. أقود عملية وساطة مدعومة من المجتمع الدولي بأسره وأعتقد اننا إذا عملنا معاً على دعم هذه العملية وعملنا مع السوريين سنتمكن من إيجاد حل وأنا ممتن للدعم المقدم من إيران نظراً لعلاقاتها الخاصة مع سورية وأعتقد أن إيران ممكن أن تكون جزءاً من الحل». وذكر صالحي بأن «ايران تعارض التدخلات الاجنبية في شؤون اي دولة ونعتبر ان اي تغيير في سورية يجب ان يتم في ظل الحكومة» الحالية. وتابع صالحي «نحن راضون لأن خطة انان لا تذكر اي تغيير للرئيس في سورية... قلنا لأنان ان ايران ستدعم خطة السلام طالما الخطة تعتمد هذه المقاربة». وأعاد صالحي التأكيد على ان بلاده «تدعم الاصلاحات» التي تعهد بها النظام السوري خصوصاً «حرية تشكيل احزاب سياسية واجراء انتخابات» حرة. وعشية انتهاء المهلة التي وضعها انان لسحب القوات الحكومية آلياتها من المدن ووقف القتال، اجري المبعوث الدولي اول محادثات له في ايران تركزت علي افكاره للحل في سورية والتهدئة ومساعدة جميع الاطراف للتوصل لحلول سياسية تنهي الازمة. ووصف انان في المؤتمر الصحافي الي جانب صالحي محادثاته في طهران ب «الهادفة والبناءة»، موضحاً «اننا نحتاج الي حلول سلمية لهذه الازمة حيث بحثت مع وزير الخارجية صالحي حول خطة السلام وطرق انهاء العنف... وايصال المساعدات الانسانية ومساعدة جميع الاطراف للجلوس علي طاولة المحادثات». وأوضح ان المنطقة المتخمة بالازمات لا تحتاج الي ازمة جديدة «وعلينا جميعاً العمل من اجل ايجاد حل لهذه الازمة وهذا ممكن جداً لأن جميع دول المجتمع الدولي تساعدني وتقف معي للتوصل الي حل». وقالت مصادر ديبلوماسية في طهران ل «الحياة» ان انان يعتقد ان طهران تستطيع المساعدة في انجاح خطته للحل من خلال الضغط علي الحكومة السورية لتطبيق وقف اطلاق النار والاسراع بسحب القوات العسكرية من المدن السورية وتسهيل ايصال مساعدات انسانية للمتضررين. ونقلت مصادر قريبة من المحادثات ل «الحياة» ان صالحي شدد علي الموقف الايراني الداعي للحفاظ علي وحدة وسيادة سورية، وطرح تساؤلات حول الضمانات التي تعطيها خطة انان لاحترام السيادة الوطنية السورية وعدم زيادة حجم العمليات العسكرية للمعارضة في حال انسحاب الجيش السوري من داخل المدن «حتي تساهم طهران في الضغط علي الحكومة السورية لتنفيذ خطة انان». وكان صالحي اشاد في المؤتمر الصحافي بالخبرة الطويلة التي يتمتع بها انان وانه «لمس منه رفضه للانحياز لأي من الاطراف وانه يريد تنفيذ مشروعه القاضي بحل الازمة السورية». ودعا صالحي جميع الاطراف لمساعدة انان، لافتاً الي ان الموقف الايراني يؤكد حق الشعب السوري في تقرير مصيره وتمتعه بكافة حقوقه المشروعة، وان «اي تغيير في سورية يجب ان يكون من الداخل». وقال صالحي إن الرئيس السوري بشار الاسد وعد بإجراء هذه التغييرات واعادة النظر بالدستور وتمت المصادقة علي قانون الاحزاب، داعياً الي اعطائه الفرصة لتنفيذ هذه الاصلاحات. وأوضح ان بلاده تدعم خطة انان التي لا تتضمن تخلي الاسد عن منصبه «وصولاً الي جلوس المعارضة والحكومة علي طاولة واحدة من اجل حل هذه الازمة».