قال المبعوث الدولي-العربي للأزمة السورية كوفي انان في مؤتمر صحفي في طهران أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح انهاء الصراع في سورية خطوة بخطوة، بدءاً من المناطق الأكثر سخونة التي تشهد أسوأ أعمال عنف. وأضاف وفقاً لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحافي وزعتها الأممالمتحدة: «اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف، في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في البلاد كافة». ورفض ذكر تفاصيل، قائلاً إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية. وأكد انان وجهة نظره بأن إيران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في التوصل لحل سياسي في سورية، وأوضح اجتماع عقدته القوى الكبرى في جنيف يوم 30 حزيران (يونيو)، أنه لن تكون هناك المزيد من العسكرة للصراع، وقال انان بهذا الصدد «إن هذا يعني فعلياً أننا يجب أن نسعى لحل سياسي وليس الاستمرار في تسليح الناس في الصراع». وأضاف: «أنا متأكد من أن الأمر سيكون كذلك، وأنه يجب وضع خطط جدية للغاية لجمع الأسلحة التي وصلت إلى الايادي الخاطئة وضمان أن الحكومة -الحكومة التي تشكل أو الحكومة الحالية- ستسيطر على استخدام الأسلحة النارية والسلاح، أي سلطة واحدة وسلاح واحد». وبعد محادثاته في طهران، وصل انان الى بغداد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول سورية. وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ مضمون المحادثات التي سيجريها انان، وقال إنه «سيناقش الوضع في سورية» مع المالكي. وهي المرة الاولى يزور فيها انان العراق منذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الازمة السورية. ومن المقرر ان يُطلع أنان مجلس الامن الدولي اليوم على نتائج محادثاته في دمشقوطهران وبغداد. وخلال محادثاته في طهران، حصل انان على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية. واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب المباحثات أمس: «اننا ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لإعادة الاستقرار والهدوء في سورية والمنطقة». واكد صالحي أن «ايران جزء من حل» الازمة السورية، منتقداً الدول الغربية والعربية من دون ان يسميها، التي تعزل طهران في هذا الملف. وجدد الموفد الدولي الأمل في إشراك إيران في البحث عن حل في سورية. وحذر انان في مؤتمر صحافي مقتضب مع صالحي، أن «هناك خطراً أن تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة»، معتبراً أن «بإمكان إيران أن تلعب دوراً إيجابياً». وكان أنان أعلن أنه اتفق مع الأسد على طرح من أجل وقف أعمال العنف سيناقشه مع «المعارضة المسلحة». كما التقى انان امين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، الذي رد على مساعي الغرب لإقصاء ايران واستبعادها من مساعي حل الازمة في سورية، من خلال انتقاد مشروعية مشاركة الولاياتالمتحدة في تلك المساعي. وقال: «نظراً لسوابقها، فإن دولاً مثل الولاياتالمتحدة الاميركية التي أيدت الديكتاتوريين وانتهجت ممارسات معادية للديموقراطية، لا يمكنها المساهمة في حل» في سورية. ونقلت عنه وسائل الاعلام الايرانية قوله، إن «الحكومة الاميركية جزء من المشكلة وليس من الحل». وكان صالحي قال ليلة اول من امس، إن الشعب السوري يجب ان تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014، وان على الدول ان تتجنب حتى ذلك الحين مفاقمة إراقة الدماء من خلال التدخل على الارض في الصراع الدائر هناك. وقال صالحي في مقابلة اجرتها معه رويترز في أبو ظبي: «لا يوجد حاكم يظل حاكماً ابدياً، ولهذا فإنه في حالة السيد بشار الأسد ستجرى انتخابات رئاسية بحلول 2014، والتي يتعين ان نترك فيها الاحداث تسير في مجراها الطبيعي». وقال صالحي إن «قطاعاً كبيراً» من المتمردين ينتمي لجماعات متشددة متطرفة، في تأييد لتأكيد الأسد بانه يقاتل «ارهابيين» مسلحين من الخارج. وأضاف: «هناك الكثير من الاسلحة التي يتم تهريبها إلى سورية. اشخاص كثيرون من دول مختلفة يتدفقون على سورية ويرفعون السلاح ضد الحكومة. هذا يؤدي إلى تفاقم الموقف».