قال مصدر ديبلوماسي في باريس ل «الحياة» ان الحكومة الفرنسية تهدف الى بدء التفاوض هذا الاسبوع في مجلس الامن على قرار الزامي لتنفيذ خطة المبعوث الدولي - العربي انان ذات النقاط الست. وقال المصدر ان ذلك يتطلب الاتفاق بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا حول التحرك التكتيكي. ومن المتوقع ان يثير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا الموضوع خلال لقائه مع رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كامرون ظهر الاربعاء في لندن. وقال المصدر ان استراتيجية فرنسا هي وضع نص قرار جديد يبني على اساس تعزيز الاتفاق الذي تم التوصل اليه في مؤتمر جنيف. واضاف ان الدول الثلاث ليست متأكدة من النجاح في هذا المسعى، لافتا الى ان روسيا وافقت في جنيف على مبدأ انتقال السلطة في سورية والان ينبغي ان تلتزم هذا الاتفاق. وذكر ان الروس بدأوا يتساءلون عن جدوى بقائهم على موقفهم المتشدد، خصوصا بعدما اجتمعت في باريس 107 دولة ومنظمة للمطالبة برحيل الرئيس السوري. وقال المصدر ان باريس تريد كلاماً واضحاً حول المرحلة الانتقالية في سورية في نص القرار الجديد مع تجديد مهمة انان والمراقبين. ولكن الولاياتالمتحدة لا تحبذ ربط الامرين. واوضح انه اذا تم وضع القرار الجديد تحت الفصل السابع فهذا سيعني انه في حال لم يتم تنفيذ النقاط الست لخطة انان التي توجد في القرار سيكون بامكان الاسرة الدولية ان تتخذ اجراءات تحت الفصل السابع وفي هذه الحالة تكون اما عقوبات او استخدام القوة. وترى باريس ان من المهم ان يقدم انان امام مجلس الامن خطته بوضوح كي تبني باريس موقفها بناء على ما يقدمه. واعتبر المصدر ان الضغط على سورية يزداد وان المعارضة على الارض تتسع سيطرتها في وجه الجيش. وكان انان اعترف في حديث نشرته امس السبت صحيفة «لوموند» الفرنسية بانه «لم ينجح» في مهمته. وقال: «هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، لكن تدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة باننا سوف ننجح». وقال ان «روسيا تمارس نفوذا لكنني لست واثقا من ان روسيا وحدها ستحدد مسار الاحداث... ايران لاعب، وينبغي ان تكون جزءا من الحل. لديها نفوذ ولا يمكننا تجاهلها». من جهة اخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان المواجهات بين النظام والمعارضين المسلحين اسفرت عن مقتل 17 الف شخص على الاقل بينهم نحو 12 الف مدني منذ اذار (مارس) 2011. واحصى المرصد مقتل 11 الفا و815 مدنيا و4316 عنصرا من القوات النظامية وقوات الامن و881 من المقاتلين المنشقين. وتسببت اعمال العنف امس بمقتل ستين شخصا، هم 31 مدنيا و19 عنصرا من قوات النظام وعشرة مقاتلين معارضين وجنود منشقين. وذكر ناشطون ان عددا كبيرا من احياء العاصمة بينها برزة نفذت امس اضرابا تكريما ل «شهداء الثورة». واظهرت اشرطة فيديو نشرت على شبكة الانترنت شوارع في العاصمة وفي قرى في ريف دمشق بدت فيها كل المحال التجارية مقفلة. وعمدت قوات الامن الى خلع اقفال المحلات التي التزم صاحابها بالاضراب.