اعلن الموفد الدولي كوفي عنان ان اتفاقا حول المبادىء والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سورية تم التوصل اليه السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سورية. وتلا عنان البيان الختامي الذي يلحظ خصوصا امكان ان تضم الحكومة الانتقالية في سورية اعضاء في الحكومة الحالية. واوضح ان المشاركين "حددوا المراحل والاجراءات التي يجب ان يلتزمها الاطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الامن". وتنص خطة النقاط الست التي تبناها مجلس الامن في مايو على وقف لاطلاق النار اعتبارا من 12 ابريل، لكنه لم يدخل ابدا حيز التطبيق. ولفت عنان الى ان "الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل". حمام الدم مستمر: 82 قتيلًا بنيران النظام والشبيحة وقال عنان في مؤتمر صحافي "اشك في ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم". وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد، شدد عنان على ان "الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادىء لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية". واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد "سيكون شأنهم". ومجموعة العمل حول سورية التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف يمهد "الطريق لمرحلة ما بعد الاسد". واضافت ان الولاياتالمتحدة ستعرض على مجلس الامن الخطة الانتقالية التي تم التوافق في شأنها والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية. من جانبه اعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي السبت في جنيف ان الخطة الانتقالية لسوريا يجب ان تحظى بموافقة جميع الاطراف السوريين من دون ان تفرض من الخارج. وقال الوزير الصيني في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع حول سورية ان الخطة الانتقالية "لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سورية. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري". ميدانيا افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات والعمليات العسكرية المتواصلة في محافظات سوريا مختلفة اسفرت السبت عن مقتل 52 شخصا بينهم 36 مدنيا. وقال المرصد في بيان انه "في محافظة ريف دمشق استشهد ثلاثة احدهم طفل استشهد جراء القصف على بلدة كفر بطنا بريف دمشق واستشهد مواطن اثر اصابته برصاص قناصة في مدينة دوما واخر استشهد في بلدة مديرا". وفي محافطة دير الزور "استشهد 13 مواطنا بينهم تسعة في مدينة دير الزور منهم طبيب اثر اصابته باطلاق نار قرب الحديقة العامة ومقاتل خلال اشتباكات في حي الحميدية ورجل وابنه اثر سقوط قذيفة قرب المحكمة وشاب اثر اصابته باطلاق رصاص في حي العرضي وطفلة استشهدت اثر اطلاق رصاص في المدينة، وثلاث سيدات اثر سقوط قذائف على احياء في المدينة وسيدة اثر القصف على بلدة الشحيل وشاب برصاص قوات النظام في مدينة البوكمال واخر من بلدة موحسن استشهد برصاص قناصة في ادلب وسيدة جراء القصف الذي تعرضت له بلدة الصور". وفي محافظة درعا "استشهد اربعة مواطنين بينهم طفلة جراء القصف في مدينة درعا وثلاثة مقاتلين في بلدة كفر شمس احدهم قضى بانفجار لغم على اطراف البلدة واثنان خلال اشتباكات مع القوات النظامية". وفي محافظة حماة "استشهد اثنان احدهما ناشط من حي الحاضر بمدينة حماة اثر استهدافه من قبل النظام وشبيحته قرب بلدة صوران بريف حماة واخر استشهد برصاص قناصة في بلدة زملكا". وفي محافظة ادلب "استشهد تسعة مواطنين بينهم رجل وزوجته ونجله اثر القصف الذي تعرضت له قرية حيش وشهيد اثر اصابته باطلاق نار في معرشمارين وشهيد في قرية العامودية كما استشهد اربعة مواطنين اثر اطلاق النار على سيارتهم من قبل القوات النظامية السورية في ريف ادلب". وفي محافظة حلب "استشهد مواطنان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة الاتارب وقرية ماير بريف حلب". وفي محافظة اللاذقية "استشهد شاب جراء القصف الذي تعرضت له قرية المريج في الحفة بريف اللاذقية". وفي محافظة حمص "استشهد مواطنان احدهما خلال اشتباكات في مدينة تدمر واخر من حي دير بعلبة استشهد برصاص قوات النظام والقي بجثمانه في شارع الستين". من جهة اخرى، لفت المرصد الى "استشهاد رقيب اول منشق خلال اشتباكات في مدينة دير الزور واستشهاد مجند منشق خلال اشتباكات في ريف حلب ومجند منشق اخر برصاص قناص في درعا".كما قتل 14 من القوات النظامية اثر استهداف حافلة عسكرية في منطقة رنكوس بريف دمشق وفي اشتباكات في محافظات حلب ودير الزور ودرعا، وفق المرصد. كما قتل 30 شخصا على الاقل واصيب عشرات اخرون السبت في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع احد القتلى المدنيين في ريف دمشق، وفق حصيلة جديدة ادلى بها المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان "التشييع كان في بلدة زملكا بريف دمشق"، ونقل عن شهود عيان ان "قوات الامن تحاصر مشفى الرجاء في بلدة عربين (المجاورة) وتمنع اسعاف جرحى زملكا".