توافق اطراف مجموعة الاتصال حول سوريا السبت في جنيف على مبادىء خطة انتقالية لمعالجة الازمة السورية تلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية. وفي حين اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اثر الاجتماع ان هذا الاتفاق يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد، شدد نظيراها الروسي سيرغي لافروف والصيني يانغ جيشي على وجوب ان يحظى الاتفاق بموافقة جميع الاطراف السوريين. في هذا الوقت، استمرت المواجهات والاشتباكات واعمال العنف في محافظات سورية عدة واسفرت السبت وفق ناشطين عن 82 قتيلا بينهم 66 مدنيا. واعلن الموفد الدولي كوفي انان ان اتفاقا حول المبادىء والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا تم التوصل اليه السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا. وتلا انان البيان الختامي الذي يلحظ خصوصا امكان ان تضم الحكومة الانتقالية في سوريا اعضاء في الحكومة الحالية. واوضح ان المشاركين "حددوا المراحل والاجراءات التي يجب ان يلتزمها الاطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الامن". ولفت انان الى ان "الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل". وقال انان في مؤتمر صحافي "اشك في ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم". وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد، شدد انان على ان "الوثيقة واضحة في شان الخطوط الكبرى والمبادىء لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية". واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد "سيكون شأنهم". ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. واعتبرت كلينتون ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت يمهد "الطريق لمرحلة ما بعد الاسد"، مضيفة ان الولاياتالمتحدة ستعرض على مجلس الامن الخطة الانتقالية التي تم التوافق في شانها والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وقالت كلينتون "على الاسد ان يرحل" مضيفة انه لا يمكن ان يكون في الحكومة الانتقالية نظرا "الى ان يديه ملوثتان بالدماء". وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية "ليس لدى احد اوهام، نحن امام نظام مجرم" معتبرة ان المنطقة برمتها حول سوريا "يمكن ان تتأثر" بالازمة القائمة في سوريا. بدوره، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها "سيتم اختيار اعضائها بتوافق متبادل ما يستبعد منها مرتكبي المجازر". واضاف انه في هذه الظروف "لا مجال للشك في ان على الاسد مغادرة السلطة". في المقابل، شدد لافروف على ان "السوريين انفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية" مضيفا ان روسيا اقنعت دولا كبيرة اخرى بانه سيكون من "غير المقبول" استبعاد اي مجموعة عن العملية الانتقالية. والموقف نفسه عبر عنه وزير الخارجية الصيني الذي اكد ان الخطة الانتقالية "لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري". واضاف ان هذا الاتفاق الذي تم بلوغه بعد مشاورات استمرت ساعات "يرتدي اهمية كبرى لتعزيز عملية الحل السياسي للمشكلة السورية". وتعتبر روسيا ان مصير الرئيس السوري يجب ان "يتقرر في اطار حوار بين السوريين ومن قبل الشعب السوري نفسه". في سياق آخر، تستضيف الجامعة العربية الاثنين والثلاثاء المقبلين بالقاهرة "المؤتمر الموسع للمعارضة السورية" الذي وجهت الدعوة للمشاركة فيه الى 200 شخصية معارضة بهدف التوصل الى "رؤية مشتركة (..) للمرحلة القادمة"، بحسب ما اعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في محافظات سورية مختلفة اسفرت السبت عن مقتل 82 شخصا بينهم 66 مدنيا. وقتل 30 مدنيا على الاقل واصيب عشرات اخرون السبت في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع احد القتلى المدنيين في ريف دمشق، وفق المرصد. وقال المرصد ان "التشييع كان في بلدة زملكا بريف دمشق"، ونقل عن شهود عيان ان "قوات الامن تحاصر مشفى الرجاء في بلدة عربين (المجاورة) وتمنع اسعاف جرحى زملكا". وكان المرصد اورد في بيانات سابقة انه "في محافظة ريف دمشق استشهد ثلاثة مواطنين احدهم طفل استشهد جراء القصف على بلدة كفربطنا بريف دمشق واستشهد مواطن اثر اصابته برصاص قناصة في مدينة دوما واخر استشهد في بلدة مديرا". وفي محافطة دير الزور "استشهد 13 مواطنا بينهم تسعة في مدينة دير الزور منهم طبيب اثر اصابته باطلاق نار قرب الحديقة العامة ومقاتل خلال اشتباكات في حي الحميدية ورجل وابنه اثر سقوط قذيفة قرب المحكمة وشاب اثر اصابته باطلاق رصاص في حي العرضي وطفلة استشهدت اثر اطلاق رصاص في المدينة، وثلاث سيدات اثر سقوط قذائف على احياء في المدينة وسيدة اثر القصف على بلدة الشحيل وشاب برصاص قوات النظام في مدينة البوكمال واخر من بلدة موحسن استشهد برصاص قناصة في ادلب وسيدة جراء القصف الذي تعرضت له بلدة الصور". وفي محافظة درعا "استشهد اربعة مواطنين بينهم طفلة جراء القصف في مدينة درعا وثلاثة مقاتلين في بلدة كفرشمس احدهم قضى بانفجار لغم على اطراف البلدة واثنان خلال اشتباكات مع القوات النظامية". وفي محافظة حماة "استشهد اثنان احدهما ناشط من حي الحاضر بمدينة حماة اثر استهدافه من قبل النظام وشبيحته قرب بلدة صوران بريف حماة واخر استشهد برصاص قناصة في بلدة زملكا". وفي محافظة ادلب "استشهد تسعة مواطنين بينهم رجل وزوجته ونجله اثر القصف الذي تعرضت له قرية حيش وشهيد اثر اصابته باطلاق نار في معرشمارين وشهيد في قرية العامودية كما استشهد اربعة مواطنين اثر اطلاق النار على سيارتهم من قبل القوات النظامية السورية في ريف ادلب". وفي محافظة حلب "استشهد مواطنان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة الاتارب وقرية ماير بريف حلب". وفي محافظة اللاذقية "استشهد شاب جراء القصف الذي تعرضت له قرية المريج في الحفة بريف اللاذقية". وفي محافظة حمص "استشهد مواطنان احدهما خلال اشتباكات في مدينة تدمر واخر من حي دير بعلبة استشهد برصاص قوات النظام والقي بجثمانه في شارع الستين". من جهة اخرى، لفت المرصد الى "استشهاد رقيب اول منشق خلال اشتباكات في مدينة دير الزور واستشهاد مجند منشق خلال اشتباكات في ريف حلب ومجند منشق اخر برصاص قناص في درعا". كما قتل 14 من القوات النظامية اثر استهداف حافلة عسكرية في منطقة رنكوس بريف دمشق وفي اشتباكات في محافظات حلب ودير الزور ودرعا، وفق المرصد. وامس الجمعة، سقط في سوريا 75 قتيلا في اعمال عنف في البلاد. وقتل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس 2011 اكثر من 16 الف شخص، بحسب ارقام المرصد.