قرر كبار المسؤولين اللبنانيين الحكوميين والعسكريين حصر عملية التفاوض على تحرير العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى المسلحين السوريين من تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» منذ الاشتباكات في بلدة عرسال مطلع الشهر الجاري ضمن قنوات محددة من أجل ضبطها وتجنباً للتسريبات التي حصلت في شأن شريط الفيديو الذي سلمته الجهة الوسيطة «هيئة العلماء المسلمين» الى دوائر رئاسة الحكومة أول من أمس عن أسماء العسكريين السبعة الذين ظهروا في الشريط ومطالب الخاطفين، نظراً الى أنها تؤثر في حسن سير العملية التفاوضية. (للمزيد) وفيما استمر الاستنفار الرسمي لدعم الجيش والقوى الأمنية في حربهما على الإرهاب بعد تمكن وحدات الجيش من السيطرة على الوضع الميداني في عرسال وانسحاب المسلحين الى جرودها وإلى القلمون السورية، تواصلت خطوات عدد من الدول لتزويد الجيش بالأعتدة والذخائر، بينما أقر مجلس الوزراء في جلسة برئاسة الرئيس تمام سلام قبول الهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية (بليون دولار أميركي) لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة بصفتها هبة عينية، لتسهيل استخدامها في شراء المعدات المطلوبة بالسرعة اللازمة. وأعلن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل بعد لقائه سلام أن بلاده ستقدم «ذخائر وعتاداً لعمليات الجيش القتالية الهجومية والدفاعية، استجابة لطلب الجيش». وأكد أن هذه المساعدات ستصل في الأسابيع القليلة المقبلة وتستمر خلال الأشهر المقبلة. واعتبر هيل أنه «على رغم أن العنف في عرسال توقف بفضل جهود الجيش فإن تهديد عرسال ولبنان المتمثل بالمتطرفين العتاة لا يزال قائماً». وزار السفير البريطاني توم فليتشر قائد الجيش العماد جان قهوجي وأبلغه أن بلاده «ستعمل بسرعة لتوفير حماية بالستية إضافية للبنية التحتية للجيش في أنحاء عرسال». وقال فليتشر إنه أكد لقهوجي التزام المملكة المتحدة سيادة لبنان واستقراره وأبلغه الحزمة الإضافية للمساعدات البريطانية لتعزيز قدرة الجيش على حماية المدنيين والجنود حول عرسال وداخلها. وأكد قائد الجيش أنه «لا مساومة على كرامة الجيش وعسكرييه كافة، وأن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية». وفي باريس قالت مصادر فرنسية مطلعة ل «الحياة» إن هناك معدات فرنسية جاهزة لتسليمها الى الجيش اللبناني بينها مدافع، في إطار هبة ال 3 بلايين دولار السعودية التي تقررت سابقاً والتي تأخر تسليمها نتيجة التأخر في توقيع العقد. وعلى صعيد الاتصالات من أجل الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى المسلحين السوريين في جرود عرسال قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن هناك قراراً رسمياً لبنانياً بمواصلة الاتصالات في هذا الصدد لكن بأسلوب متكتم حرصاً على سلامة العسكريين ولأنه لا يجوز التفاوض عبر الإعلام. وفيما كان شريط الفيديو الذي أظهر العسكريين السبعة أول من أمس جاء عبر «هيئة العلماء المسلمين» من تنظيم «داعش»، فإن الأخبار عن أوضاع العسكريين الآخرين بقيت غامضة، بينما أكد مصدر في «هيئة العلماء» ل «الحياة» أن وسيطاً سورياً تتواصل معه زارهم وجميعهم بخير. إلا أن المصدر لم يشر الى عدد الذين التقاهم الوسيط. وترددت معلومات عن أن الخاطفين يطالبون بالإفراج عن موقوف هو شقيق مساعد عماد جمعة الذي كان أدى توقيفه في عرسال في 2 آب (أغسطس) الماضي الى اقتحام عرسال من المسلحين. إلا أن أي مصدر رسمي لم يؤكد ذلك. وعلمت «الحياة» بأن جهات لبنانية فتحت خطاً للتفاوض مع «جبهة النصرة» التي تحتجز عدداً من العسكريين، من خارج الوساطة التي تقوم بها «هيئة العلماء المسلمين». وقالت مصادر مطلعة ل «لحياة» إن المحاولات التي بذلها الرئيس سلام مع السلطات القطرية كي تلعب دوراً في تحرير العسكريين أفضت الى إبلاغ الأخيرة لبنان أنها فقدت الاتصال بالجهات التي كانت على صلة بها حين ساهمت في تحرير راهبات معلولا ومخطوفي أعزاز قبل أشهر. وقالت مصادر مطلعة إن وفداً من «هيئة العلماء» زار أمس العماد قهوجي وينتظر أن يزور اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وكان الرئيس سلام وصف «استمرار خطف العسكريين بأنه «أمر مقلق»، آملاً بتحريرهم.