بقيت أحداث بلدة عرسال اللبنانية الحدودية في الواجهة، مع بقاء ملف العسكريين المحتجزين لدى المسلّحين عالقاً، وتواصل الوقفات التضامنية مع الجيش. وتفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي الوحدات العسكرية المنتشرة في عرسال ومحيطها، وجال في مراكزها واطلع على الإجراءات الميدانية التي تنفذها حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها، واجتمع مع قادة الوحدات وأركانها وزودهم التوجيهات اللازمة، وفق بيان لقيادة الجيش. وكان قهوجي وصل إلى مركز قيادة اللواء الثامن في اللبوة في البقاع الشمالي على متن طوافة للجيش وسط إجراءات أمنية مشددة على طريق اللبوة. وسلّم أمس وفد من «هيئة العلماء المسلمين» رئاسة الحكومة شريطاً مصوّراً لم يبث على وسائل الإعلام يظهر 7 عسكريين محتجزين لدى المجموعات المسلّحة وبدوا بصحّة جيّدة. وقال الناطق الرسمي باسم مبادرة «هيئة العلماء المسلمين» لدى الجهات الخاطفة للإفراج عن العسكريين الشيخ عدنان إمامة ل «الحياة»، إن «عضوي هيئة العلماء الشيخين حسام الغالي وسميح عزّ الدين سلّما الشريط إلى رئاسة الحكومة». وأوضحت مصادر متابعة للملف ل «الحياة»، أن «الشريط الأخير ظهر فيه العسكريون السبعة يتكلمون إفرادياً، وهو يختلف عن الشريط الذي بثّ ليل السبت الماضي على إحدى القنوات وظهر فيه العسكريون في شكل جماعي». وقالت المصادر نفسها إن «العسكريين عرفوا عن أنفسهم في الشريط الأخير وأكدوا أنهم بصحة جيّدة وأن المسلّحين ليس لديهم مشكلة معهم». وأفادت بأن «عضوين من هيئة العلماء المسلمين، غير الشيخين الغالي وعز الدين، دخلا الجرود وتواصلا مع الوسيط المفاوض مع داعش الذي بدوره سلّم وفد الهيئة أول من أمس لائحة مطالب والشريط». وتتضمن المطالب، وفق المصادر نفسها «عدم التشفي أو التنكيل بعائلات النازحين السوريين وفك الحصار عن المخيمات في عرسال مع حمايتها وضمانة أمنها وإيصال كل أشكال المساعدات من طبية وغيرها، عدم اقتحام الجيش تلك المخيمات بعدما ترددت معلومات عن التحضير لمداهمتها، ضمان سلامة الجرحى لأن المسلحين قالوا إنه تمت تصفية أحد الجرحى السوريين في أحد المستشفيات». وأكدت المصادر أن «المجموعة لمّحت للوسيط الى أنها ستنتقل إلى المرحلة الثانية من المطالب وتتضمّن الإفراج عن7 أشخاص لم تحدد هوياتهم مقابل إطلاق العسكريين». وتوقّعت أن «يتم التفاوض مع جبهة النصرة خلال اليومين المقبلين على بقية العسكريين المحتجزين». يذكر أن الأمن العام كان أوقف في حزيران (يونيو) الماضي علي إبراهيم الثويني في فندق «دو روي» في منطقة الروشة خلال عملية استباقية لإلقاء القبض على انتحاريين سعوديين، واعترف بأنه ينتمي إلى «داعش»، وكذلك أوقفت شعبة المعلومات الانتحاري من جزر القمر الفرنسي فايز بوشران في فندق «نابليون»، والذي أقرّ في التحقيق بانتمائه الى «داعش»، كما أوقف السبت الماضي على أحد حواجز الجيش في جرود عرسال السوري عماد أحمد جمعة الذي اعترف عند التحقيق معه بانتمائه إلى «جبهة النصرة» في وقت جرى بث شريط فيديو سابق على توقيفه ظهر فيه وهو يبايع «داعش». وفيما لم تعلّق رئاسة الحكومة على الشريط، قالت مصادر مطلعة إنه يفترض أن يسلم الى قيادة الجيش. وفيما بثّ بعض وسائل الإعلام أسماء الجنود الذين ظهروا في الشريط قالت مصادر معنية بمسعى «هيئة العلماء» إنه كان يفترض التكتّم على أسماء الجنود. والأسماء التي تسرّبت هي: عبد الرحيم دياب، خالد مقبل حسن، علي السيد، حسين محمود عمار، علي زيد المصري، سيف حسن ذبيان ومصطفى وهبة». وأوضحت المصادر أن «هناك جهة خاطفة لديها جثة جندي كان اعتبر في عداد المفقودين تردد أنه علي العلي من بلدة طليا البقاعية». وشيّع أول من أمس، في محلة باب الرمل في طرابلس العريف سهيل ضناوي الذي استشهد في عرسال.