أكد مصدر في «هيئة العلماء المسلمين» التي تتولى التفاوض بين الجانب اللبناني وبين الخاطفين السوريين للعسكريين اللبنانيين إلى جرود عرسال ل «الحياة»، أن الوسيط السوري «زار العسكريين وأنهم بخير ويتناولون طعاماً جيداً وينامون جيداً وهناك ضمانة بعدم إيذائهم». ونفى المصدر أي معلومة وصلت إلى وفد الهيئة المفاوض عن انزعاج الخاطفين من أي إجراء قضائي لبناني بحق الموقوف السوري عماد أحمد جمعة، مؤكداً أن مطالب الخاطفين لإطلاق العسكريين لا تزال محصورة بشق إنساني يتعلق بالنازحين السوريين إلى عرسال والجرحى. وأقر المصدر بأن الهيئة «هي من قررت نشر أسماء العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش ولم نقم بتسريبها، لكننا لم نكن وراء نشر صور العسكريين أبداً». وأوضح المصدر أن تنظيم «داعش» كان قتل له 6 مسلحين في الاشتباك الذي حصل عند مهنية عرسال، وحين احتجز مسلحو التنظيم العسكريين اللبنانيين على الحاجز وسحبوا جثث قتلاهم سحبوا معهم جثة عسكري لبناني كان استشهد عند الحاجز ولم يقتل أثناء احتجازه عند التنظيم. وتحدث المصدر عن «تقدم كبير في التفاوض، فخلال أسبوع حصلنا على أسماء وعلى شريط فيديو وضمانة بعدم إيذاء العسكريين المحتجزين، وهذا يعتبر تقدماً كبيراً إذا ما قورن بمفاوضات تحصل في أمكنة أخرى لإطلاق محتجزين، مثل ملف أعزاز وملف راهبات معلولا»، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن جهد كبير لمحاولة إيجاد مساحة مشتركة بين مطالب الخاطفين من جهة وموقف الدولة اللبنانية، مشيراً إلى «أن منطق المجموعات المسلحة لا يمكن أن يتوافق مع منطق الدولة، التي ترفض إعطاء المسلحين أي مكاسب، وبالتالي نحاول تذليل الصعوبات». وأكد المصدر «أن الخاطفين يرفضون المال، وهم كانوا واضحين من البداية». وقال: «نحن جهة غير سياسية ولا نملك قرار الدولة اللبنانية، نحن كلفنا من قبل الحكومة اللبنانية وهي تلبينا في معالجة بعض التفاصيل». وكشف المصدر عن شعور لدى «هيئة العلماء المسلمين» بأن ثمة محاولة للالتفاف على الهيئة في التفاوض، وقال: «نرحب بأي جهة تريد أن تلعب دوراً إيجابياً لتحرير المخطوفين، لكن من يريد الدخول على خط التفاوض عليه أن يتحلى بالحكمة. هناك أرواح نفاوض عليها ولا نريد تهديد مصيرها». «اخرجنا المسلحين» وشدد مصدر الهيئة على أن «لا أجندة خاصة لها من خلال قيامها بمهمة التفاوض»، سائلاً: «لماذا لا يُعترف للهيئة بأن تفاوضها أثمر خروج المسلحين من عرسال إلى الجرود؟». ولفت إلى أن «الوسيط واحد، وربما هناك على الجانب السوري طرفان نفاوضهما أو طرف فوض الطرف الآخر التفاوض، وربما تمكنّا إلى الأحد من الحصول على معلومات أكثر وضوحاً». وشدد على أن التفاوض لا يشمل الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، «فهذا ملفنا نحن وليس ملف المسلحين السوريين، وإذا دخل أي عنصر خارجي على هذا الملف ربما أساء إليه، ونرفض أن نجعل الموقوفين الإسلاميين رهائن للنصرة ولغيرها». وكان وفد من أفراد عائلات العسكريين المخطوفين زار أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص وبحث معه في المعلومات والمعطيات الأخيرة المتعلقة بأوضاعهم، والمعالجات الجارية للإفراج عنهم، في وقت بحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي «الوضع الأمني في البلاد وشؤون المؤسسة»، وفق المكتب الإعلامي لبري. وبين المحتجزين العسكريين الجندي سيف حسن ذبيان، ابن بلدة مزرعة الشوف، وعقدت عائلته وأهالي البلدة لقاء في البلدية عبروا خلاله عن تضامنهم «مع الجيش اللبناني، مطالبين بالإفراج عن جميع الأسرى لدى المسلحين في القلمون»، كما طالبوا «الجهة المفاوضة والسياسيين وعلماء الدين بالعمل بجدية على كشف مصير كل المخطوفين والإفراج عنهم». الادعاء على جمعة وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس، على 43 سورياً بينهم عشرة موقوفين، على رأسهم الموقوف عماد جمعة، وهم من قادة الألوية وأمراء الجبهات ورؤساء كتائب لا سيما في بلدة جبهة القلمون، في جرم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية مسلحة والقيام بأعمال إرهابية والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لإقامة إمارتهم وعلى قتل عسكريين ومدنيين وعلى محاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية وإلحاق الأضرار بها بالممتلكات والأبنية الخاصة والعامة، سنداً إلى مواد تنص عقوبتها على الإعدام. وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا. وكان ممثل للعماد قهوجي توقف في احتفال تقديم مجندين ممددة خدماتهم للعلم، عند «مواجهة الإرهاب الغادر الذي حاول أخيراً في منطقة عرسال النيل من كرامة الجيش والعبث بسلامة المواطنين، تمهيداً لبث سمومه في مختلف أرجاء البلاد، لكن رد الجيش الحازم المعمّد بقافلة طويلة من الشهداء والجرحى، كان كفيلاً بإحباط المخططات الإجرامية لهذا الإرهاب وإنقاذ الوطن من محنة كبيرة». وفي السياق، ذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) أن الجيش اللبناني داهم مشروع «الصديق» في المنية الذي يؤوي عدداً من عائلات النازحين السوريين وأوقف عدداً من الشبان. تضحيات مواطنين وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي– شعبة العلاقات العامة، استعادت اشتباكات عرسال وتوقفت عند «محاولة عدد كبير من المسلحين الذين ينتمون إلى جماعات ارهابية اقتحام مبنى فصيلة درك عرسال، وحاول بعض أهالي البلدة منعهم والتصدي لهم فعمدت العناصر المسلحة إلى إطلاق النار باتجاههم ما أدى إلى استشهاد المواطن كمال عزالدين وإصابة المواطن حسين نوح بجروح بليغة وهو لا يزال بحالة حرجة، والمديرية العامة تقدر عالياً التضحيات التي قدمها هؤلاء المواطنون، وتعتبر الشهيد عز الدين بمنزلة شهدائها الذين قضوا ذوداً عن الوطن، وتتمنى للجريح حسين نوح الشفاء العاجل ودوام الصحة، وتتبناه وترعاه كواحد من عناصرها، إذ إن دفاعهما يشكل بطولة وتضحية عظيمة كونهما لم يبخلا بدمهما في سبيل مؤسسة آمنا بها وبدورها لخدمة أبناء منطقتهم ووطنهم لبنان». وزار وفد من الضباط ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء بصبوص الجريح نوح الذي يتابع علاجه في مستشفى المقاصد في بيروت، وتمنى الشفاء العاجل له.