التزمت الدول المشاركة في المؤتمر الوزاري الثالث لمجموعة «أصدقاء اليمن» في الرياض أمس تقديم مساعدات بقيمة أربعة بلايين دولار، تحملت المملكة العربية السعودية معظمها (3.25 بليون دولار)، للمساهمة في دعم أمن هذا البلد ونموه واستقراره. من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريح إلى «الحياة» أنه أمر سيئ أن تتحول اليمن إلى أفغانستان أخرى. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي أمس عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء اليمن: «إن المؤتمر بنّاء وإيجابي، جرت خلاله مراجعة الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن في إطار أهداف إعادة الاستقرار والأمن في ربوعه والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته الإقليمية والوطنية وصولاً إلى تحقيق أهدافه التنموية». وأكدت الدول والمنظمات المشاركة دعمها الكامل لوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وجددت التزامها مبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية، مرحبة بالتزام الحكومة اليمنية العملية السياسية المبنية على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وآليتها التنفيذية، وكذلك التقيد بجميع عناصر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2014. ورحب المؤتمر في بيانه الختامي بالتقدم الذي تم في العملية السياسية، وذكر أنه اتفق على وجوب دعم أصدقاء اليمن للعملية الانتقالية حتى نهاية المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وانتخابات عام 2014، بعد ذلك يتم تقويم الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن، وتبني خطوات ملموسة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بحلول الاجتماع الوزاري المقبل، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2012. وأعلن البيان أن اليمن سيعد خطة شاملة لمكافحة تنظيم «القاعدة» واستعادة السيطرة على جميع المناطق التي يحتلها، وستقوم قوى الأمن بضمان حماية الطرق السريعة لمنع أي هجمات أخرى على البنى التحتية الحساسة، بما في ذلك أنابيب النفط والغاز. وقال أن أصدقاء اليمن سيقدمون الدعم لمكافحة الإرهاب، وكذلك لوحدات حرس السواحل، كي تستطيع مواجهة تحديات تنظيم «القاعدة» والقرصنة. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل افتتح المؤتمر بكلمة أكد فيها أن مساهمة بلاده «تأتي حرصاً على أمن اليمن واستقراره ونموه، ومساهمة منها في دعم المشاريع الإنمائية، وتشمل دعم القطاعات كافة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، فضلاً عن تمويل وضمان صادرات سعودية، ووديعة في البنك المركزي اليمني». وأقر المؤتمر مساعدات أخرى بقيمة 750 مليون دولار منها 44 مليوناً من بريطانيا و80 مليوناً من الولاياتالمتحدة الأميركية. واعتبر رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة أنه لا يمكن أن يأتي تحقيق النهوض الاقتصادي في اليمن بمعزل عن تحقيق الأمن والاستقرار، واستعادة وظائف الدولة الوطنية، ووحدة قيادة مؤسساتها، وإنجاح مسيرة الحوار الوطني الشامل، ووضع معالجات ناجعة للقضية الجنوبية، ومعالجة تداعيات «حروب صعدة»، وتطوير النظام السياسي، وبناء أسس حقيقية لدولة وطنية حديثة يسودها القانون، وترعى حقوق المواطنة المتساوية، وخلق بيئة ملائمة لازدهار الممارسات الديموقراطية، وضمان حرية ونزاهة الانتخابات ومحاربة الفساد والإرهاب، وتأمين الشروط والظروف اللازمة للتعايش بين الاتجاهات السياسية والثقافية المتنوعة، وإنجاز رؤية للتعديلات الدستورية يتم التوافق عليها. وفي صنعاء، افادت مصادر أمنيةبان أجهزة الأمن في مطار العاصمة اليمنية تمكنت من القبض على انتحاريين أثنين يعتقد بأنهما من عناصر تنظيم «القاعدة»، أثناء محاولتهما دخول المطار لتفجير نفسيهما بداخله. واوضحت المصادر إن رجال الأمن اشتبهوا في أثنين من المدنيين وتعاملوا معهما فوراً بتوقيفهما وتفتيشهما، لتكون المفاجأة أنهما يحملان حزامين ناسفين جاهزين للتفجير. ولم يتضح ما اذا كان الهدف مبنى المطار او إحدى رحلات الطيران المغادرة، أو أنهما كانا يسعيان للتسلل إلى قاعدة الديلمي العسكرية التابعة للقوات الجوية المتصلة مباشرة بالمطار من جهة الغرب. إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية ومحلية ان قوات الجيش تمكنت من استعادة موقع التبة الحمراء في منطقة الكود قرب مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي يسيطر عليها المتشددون منذ أواخر أيار (مايو) العام الماضي. واضافت أن القوات الحكومية دحرت مسلحي «القاعدة» من الموقع الذي كانوا ينطلقون منه لشن عمليات ضد الجيش في منطقة الكود، واشارت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، في حين قتل 7 جنود وجرح أكثر من 10 آخرين.