فيينا - أ ف ب - جددت طهران أمس طلبها رفع العقوبات الغربية، مؤكدة في المقابل أنها غير كافية لإرغامها على التخلي عن «حقوقها» في المجال النووي. وتزامن ذلك مع الإعلان المفاجئ عن وصول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران اليوم في زيارة هي الأولي له منذ تسلّمه مهامه في عام 2009، ما يعكس رغبة الوكالة الدولية بشخص مديرها في حلّ المشاكل العالقة بين الطرفين، خصوصاً أن أمانو يعتبر من المؤيدين لوجهة النظر الأميركية في ما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني. وسيلتقي ورئيس مفتشي الوكالة البلجيكي هرمن ناكيرتس، رئيس المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي. ويلغي الاجتماع في طهران اجتماعاً كان مقرراً غداً الاثنين في فيينا ويحلّ محله، وكان يستهدف متابعة مناقشات استمرت يومين في 14 و15 الجاري في العاصمة النمسوية. وهو الاجتماع الأول بعد فشل مهمتين للوكالة الذرية في إيران في بداية السنة. فقد رفضت الجمهورية الإسلامية آنذاك السماح لمفتشي الوكالة بدخول موقع بارشين العسكري. وقال ديبلوماسي غربي معتمد لدى الوكالة أن «القرار المفاجئ لامانو الذهاب شخصياً إلى طهران يحتم على إيران الكشف عن رغبتها الحقيقية في الرد على هواجس المجموعة الدولية». كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن نتائج اجتماع طهران، قد تؤثر في شكل كبير علي محادثات بغداد المقررة الأربعاء المقبل بين طهران ومجموعة الدول الخمس الكبرى وألمانيا. وذكرت مصادر أن محادثات طهران ستنظر في الجوانب الفنية والقانونية للملف الإيراني في الوقت الذي يبحث اجتماع بغداد في الجوانب السياسية. وكشفت مصادر ل»الحياة» أن أمانو ينوي حض طهران علي الإجابة علي أسئلة الوكالة، وتحديداً ما يتعلق باختبارات نووية مزعومة، إضافة إلي رغبة الوكالة في تفقد موقع بارشين. وتعتقد مصادر ديبلوماسية أن الولاياتالمتحدة شجعت أمانو على زيارة طهران سعياً إلى تحقيق توافق ينعكس إيجاباً علي أجواء اجتماع بغداد. في غضون ذلك، أوضح حسين إبراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، أن زيارة أمانو تصب في إطار التعاون الثنائي ولتسوية المسائل العالقة بين طهران والوكالة. وأكد أن الزيارة تأتي في جو إيجابي يمهّد لمحادثات بغداد، مؤكداً أن «هناك محاولات صهيونية لعرقلتها»، آملاً في أن «تؤدي هذه المحادثات إلى تعزيز التعاون بين إيران والوكالة». وكان الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست أعلن أن «رفع العقوبات يجب أن يكون أحد أول المؤشرات (من قبل الغربيين خلال مفاوضات بغداد) لإظهار استعدادهم لتغيير مقاربتهم الخاطئة» في الضغط على إيران.