فيينا، براغ – أ ب، رويترز، أ ف ب – في تطوّر مفاجئ قد يؤشّر الى تحقيق اختراق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام يوكيا أمانو ومساعدَين بارزَين له، سيزورون طهران غداً لإجراء محادثات مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي. وتأتي الزيارة النادرة عشية جولة المحادثات في بغداد، بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، وسط تكهنات بأن أمانو سيبرم في طهران اتفاقاً يتيح للوكالة استئناف تحقيق في شبهات بأن ايران نفذت تجارب على صنع سلاح ذري. كما أتى الإعلان عن الزيارة، بعد ساعات على اتهام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ايران بالسعي الى استغلال محادثاتها مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، ل «الخداع» وكسب مزيد من الوقت، معتبراً أنها «بارعة جداً في لعب الشطرنج» مع المجتمع الدولي. وورد في بيان للوكالة الذرية، أن أمانو سيتوجه الأحد الى طهران، يرافقه نائبه البلجيكي هرمان ناكيرتس ومساعد المدير العام للوكالة، الأرجنتيني رافايل ماريانو غروسي. واضاف البيان أن أمانو سيلتقي جليلي الاثنين، وسيناقش مع «مسؤولين إيرانيين بارزين، مسائل ذات اهتمام مشترك». وكان مقرراً أن يلتقي ناكيرتس والمندوب الايراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، في فيينا الاثنين، بعد محادثات اعتُبرت ايجابية، في العاصمة النمسوية قبل أيام. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ناطقة باسم الوكالة أن اجتماع فيينا أُلغي. ومن النادر أن يزور إيران، المدير العام للوكالة الدولية، علماً أن آخر زيارة مشابهة قام بها محمد البرادعي في تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وكان أمانو الذي اعتمد نهجاً أكثر تشدداً مع ايران من البرادعي، أكد قبل شهور انه لن يزورها، سوى لتحقيق نتائج ملموسة. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين ان زيارة أمانو ستشهد إبرام اتفاق بين الوكالة الذرية وطهران، يحدد آلية وصول مفتشي الوكالة الى مواقع ومعلومات ومسؤولين، في سعيها الى التحقّق من معلومات أفادت بأن طهران تعمل سراً لصنع سلاح نووي. وشدد الديبلوماسيون على أن إبرام اتفاق مشابه سيكون مجرد خطوة أولى، معتبرين أن تطبيقه سيشكّل الاختبار الحقيقي لنيات إيران في اتجاه إنهاء أربع سنوات من رفضها التعاون مع الوكالة. وكان أمانو أعلن أن ثمة «أولوية» لدى الوكالة، تتمثّل في دخول مفتشيها مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، حيث تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وأتى إعلان زيارة أمانو بعد ساعات على اتهام نتانياهو ايران بأنها «ترى المحادثات فرصة جديدة للتأجيل والخداع وكسب الوقت، كما فعلت كوريا الشمالية لسنوات». وقال بعد لقائه الرئيس التشيخي فاكلاف كلاوس في براغ، إن الايرانيين «قد يحاولون الذهاب من اجتماع الى آخر، مع وعود فارغة، وقد يتفقون على شيء مبدئياً، لكنهم لن يطبقوه، وقد يتفقون على تطبيق شيء ولكن لا شيء سيعرقل برنامجهم للأسلحة النووية». واعتبر أن «إيران بارعة جداً في هذا النوع من لعبة الشطرنج، وتدرك وجوب التضحية ببيدق أحياناً، لإنقاذ الملك». واستدرك: «لم أرَ أي دليل يثبت جدية إيران في شأن إنهاء برنامجها النووي... الهدف من المحادثات يجب ان يكون واضحاً جداً: تجميد أي نشاط للتخصيب في ايران، ونقل كلّ المواد المخصبة الى الخارج، وتفكيك المفاعل النووي المحصّن قرب مدينة قم. سأكون أول المصفقين، اذا تحقّق ذلك، ولكن حتى ذلك الحين، يجب أن تعتبروني من المشككين». الى ذلك، أقرّ السفير الايراني في باريس علي أهاني بأن بلاده «لا تتوقع، حتى في الخيال، أن تبتعد فرنسا عن حلفائها» في مسألة الملف النووي الايراني. لكنه استدرك، في مقال نشرته صحيفة «لوموند»: «من المسموح به على الأقل أن نأمل بأن تختار رؤية واقعية وبناءة، وأن تعمل للاعتراف بالحقوق الثابتة لإيران، وتسعى بكامل قوتها الى إنجاح المفاوضات».